استضافت قاعة ضيف الشرف؛ ندوة لمناقشة كتاب "أنا والإخوان" للراحل جمال الغيطاني، شارك فيها الإذاعي حمدي الكنيسي، وعلاء عبد الوهاب رئيس تحرير كتاب اليوم، والناقد د.شريف الجيار، و محمد درويش مدير تحرير الأخبار، وأدارتها الصحفية حسنات الحكيم . أشار الكنيسي في البداية إلي العلاقة القوية التي ربطته بالغيطاني، حيث ذكر أنهما عملا معا كمراسلين في حروب الاستنزاف، وأن الغيطاني كان يري الأحداث بنظرة المبدع المتعمق في قضايا الوطن، خاصة في انتقاد جماعة الإخوان، فكان مثالا للمواجهة، كما أنه انتقل بأعماله من المحلية إلي العالمية لتأثره بنجيب محفوظ الذي كان يعتبره ملهمه في الأدب، وأضاف: "المبدع الحقيقي لا يغيب بغيابه عن الحياة المباشرة، فهو موجود بيننا بأعماله، وكذلك هو جمال الغيطاني، فكلما تقرأ مقالاته أكثر من مرة ستستكشف أبعادا أخري وخفايا، فقد كانت مرتبطة جميعها بقضايا وهموم وطنه، لم ينتظر منها مقابل، ولكن كتبها ليشعر برضي نفسي وبدوره المهني". في حين أوضح عبد الوهاب أنه كان يريد نشر مقالات الغيطاني المتعلقة بحرب الاستنزاف بعد وفاته، إلا أن ياسر رزق، رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم، كان له رأي آخر وقرر نشر مقالات الغيطاني المتعلقة بحكم الإخوان، ليظهر مدي الخطر الحقيقي الذي كانت تواجهه مصر، واستطرد: "لقد اخترنا أشهر مقالات الغيطاني، المرتبطة بالفترة التي تعقب ثورة 25 يناير وحتي أحداث 30 يونيو، خاصة المتعلقة بالإخوان، فاستقرينا علي 100 مقال في البداية، ولكن نظرا لكبر العدد عن قطع الكتاب؛ تم اختيار 70 مقالا من بينهم، ثم قسمنا الكتاب لجزءين هما "التمهيد المدفعي" و"اللحظات الحاسمة" ، وتم ترتيبه زمنيا وفقًا للأحداث". أما الجيار؛ فتحدث مؤكدا أن الغيطاني عاش آلام الوطن وأفراحه، خاصة في كتاباته التي أكدت علي مدنية الدولة المصرية، فبرهن من خلال إبداعه علي أنه يمتلك جزءا من ناصية التاريخ، ويوظف التاريخ من أجل الحلم المصري والعربي، واستكمل: "كلمة (أنا) في عنوان كتابه تعبر عن صوت الشعب، أو المثقف العضوي والإيجابي الذي يرفض أي نوع من الفاشية الدينية، حيث جاءت مقالات الكتاب بشكل مركز وتصاعدي لترصد لنا ما حيك لمصر بعد 25 يناير وحتي 30 يونيو". وعن الكتاب أيضا؛ أشار الجيار إلي أنه يؤكد علي وعي واعتدال الخطاب الثقافي المصري، كما يؤكد علي رؤية المثقف الذي يبحث عن التعددية والآراء المختلفة وليس الرأي الواحد، وأضاف: "الكتاب بشكل عام يمثل نوعا من المواجهة يمزج عبقرية المثقف مع تلاحم تاريخنا الحديث والمعاصر، ويوضح للأجيال الشابة الخطر علي الدولة المصرية بكل مؤسساتها، ويؤكد أن الصحافة المصرية كانت في خطر، وأن القلم الحر في مصر كان في خطر، لأن هذه الفاشية أرادت الهيمنة علي تلك المؤسسات التي تمتلك رأيا ومستقبلا، لكنهم لا يعلمون أن قلم المثقف الحر يصعب كسره". من جانبه؛ أوضح درويش أنه كان المسئول عن اختصار مقالات الغيطاني اليومية في أخبار اليوم، حيث كان يأتمنه علي ذلك دون قلق، وأضاف: "لقد كان تجربة ثرية، متفانيا في عمله، ولم يتأخر يوما أو اعتذر عن كتابة المقالات حتي لو واجهته الظروف".