لأنني لن أعترف لأنني لن أعترف أنني ربيتُ عدواً في صدري؛ حبيباً أراد أن ينهش وردتي السرية، حبيباً أراد أن يضغطني بين دفتي كتاب، ثم يحرقه. حبيباً ومُغتصباً أراد أن يستحوذ علي روحي. كدت أموت، وأنا أندفع بسيارتي فوق الصخور مثل سفينة طائشة جنحت نحو الساحل كأنها إعصار، واحترقت يدي داخل الفُرن (عندما كنت أصنع الخُبز).. كان الاعتراف بالخيانة أسوأ من الخيانة ذاتها، فقد أحببته حُب أوراق الأشجار للشمس، أولي وجهي شطره، أولي جسدي شطره، أولي رحمي شطره ليزرع فيه حُلماً بالأطفال، والكتب، وأجِنة يتبرعمون مثل أوراق شجرة ربيعية، حُلم بأشجار تنشع دماً بدلاً من النسغ... ندير أوجهنا نحو الشمس وقد أغمضنا عينينا؛ كي لا نراها وهي تغرب: نجم ميت، يبعث بضوء بارد إلي كوكب ميت، ونتشمس بالضوء القديم المتوهج في ذاكرتنا. كان مُغرماً بالنجوم، التلسكوبات ومُغرماً بالآلات، وأكثر الأجهزة تعقيداً حتي يقيس بها حجم السُحب. بينما طار إيكاريوس حتي اقترب من قرص الشمس بجناحين يلصقهما بالشمع ولم يفكر في التروس والمُحركات. نهضت الأشجار كي تستقبله وهو يهوي. قابلتها الأرض كعاشق. سقطت دموع الشمع عن جناحيه؛ فانفصلا عن الجسد، وتبدت حرارة الشمس علي وجهه كان مُنتشياً وهو يسقط، ولم تغرب شم سه حتي الآن. تسلق جسدك أود أن أفهم هذا الشيء المُنحدر الذي ينزل علي سُلم خشبي في حلقك. أنت لغز بالنسبة لي.. كأنك فوهة بركان تناطح السحاب أو جلفر يسير في بلاد الأقزام. تسلقت حتي وصلت إلي عينيك ونظرتُ فيهما. حدقة العين ستارة سوداء؛ يُمكن سحبها إلي أسفل كستائر النوافذ. أضأت نور البؤبؤ، وسمعت صوت نبضات يصدر عن المُخ؛ كأنها تكات قنبلة. تدعوني إلي صدرك بطريقتك العفوية الساخرة.. أري بداخله بُقعة يُفترض أنها القلب، ويُفترض أن أدخلها وأنا أحمل مِشعلاً أو زجاجات مياه ساخنة حتي أُذيب الجليد المُتراكم مثلما أنظف ثلاجة قديمة. سوف يرتجف صندوق الأرق ويتنهد. حبنا لا مثيل له؛ أنت الجبل، وأنا من هواة تسلق الجبال. إن سقطت، فلن يقع عليك لوم. لكنك ستنظر لسنوات حتي تصل مُستكشفة أخري رماها القدر.