محمد أبوسعدة وإسماعىل الغىطانى ومحمد الغىطانى وىوسف القعىد وشعبان ىوسف مع أبطال العرض والزملاء فى أخبار الأدب بمناسبة ذكري الأربعين لرحيل الروائي جمال الغيطاني، أقامت دار الكتب احتفالية لاستعادة مشروعه الابداعي، كما نظم صندوق التنمية الثقافية بالتعاون مع مؤسسة أخبار اليوم احتفالية تضمنت عرضاً درامياً يكشف مسيرة صاحب "الزيني بركات" ومعرضاً فوتوغرافيا لعدد من الصور النادرة فضلاً عن صور حديثة للفنانة الفوتوغرافية مني عبدالكريم، بالاضافة لصدور كتاب ومجموعة من صوره علي شكل كارت بوستال. في ليلة امتزج خلالها الشجن مع نغمات القانون ودقات الدف، اجتمع محبي جمال الغيطاني في الاحتفالية التي نظمتها مؤسسة أخبار اليوم بالتعاون مع صندوق التنمية الثقافية، بعنوان "الغيطاني.. حارس المدينة"، بعد مرور 40 يوما علي وفاته، في بيت السحيمي؛ المكان الذي اختاره بنفسه للاحتفال بعيد ميلاده السبعين منذ عدة أشهر، والذي شهد نشأته ونبوغه، وظل يحبه حتي النفس الأخير. حضر الاحتفالية المهندس محمد أبو سعدة رئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية، طارق الطاهر رئيس تحرير جريدة أخبار الأدب، الكاتب يوسف القعيد، الدبلوماسي محمد الغيطاني، اللواء إسماعيل الغيطاني، إلي جانب عدد من أصدقاء وتلاميذ المبدع الراحل، الذين توجهوا أولا لافتتاح معرض الفوتوغرافيا الذي يضم عددا من الصور لمراحل حياة جمال الغيطاني المختلفة، بالإضافة إلي أغلفة كتبه، وصور أخري حديثة التقطتها له الفنانة مني عبد الكريم خلال عام 2015، وقد قص الشريط محمد نجل الغيطاني. علي هامش الاحتفال، تم توزيع كتاب أعده الطاهر يتضمن عددا من المقالات التي نشرت في أخبار الأدب عن جمال الغيطاني في ميلاده السبعين وبعد وفاته، و8 كروت بوستال لأهم لحظات بحياته، وقد أشرفت علي التجهيز للحفل من صندوق التنمية إيمان عقيل. في مستهل الأمسية، اعتلي خالد منصور مقدم الحفل - المنصة، ليرحب بالحضور ويقدم لهم ما أتوا من أجله، فتحدث أولا عن صاحب الليلة، الحكاء الذي لا نظير له، من استطاع بسهولة أن يحول الواقع إلي خيال تاريخي، واللغة العامية إلي ابتهالات صوفية، إنه "جمال الغيطاني"؛ المشروع العابر لزمنه والمستمر في المستقبل. تبعه أبو سعدة، الذي أكد أن الغيطاني مازال معنا حتي وإن رحل جسده، فأعماله ستظل باقية في وجداننا، وأضاف: "لقد فكرنا في كيفية إقامة هذه الأمسية، وارتأينا ألا تكون تأبينا، فالتأبين لمن رحلوا، أما جمال الغيطاني فتذكره كل هذه المنازل والشوارع التي تحيط بنا وتحبه، ولذا قررنا أن نلتقي هنا لنستحضر روحه ونقرأ ما كتب ونستمع إلي ما قال، وهو الأمر الذي رحب به وزير الثقافة حلمي النمنم وأولاه برعايته"، وأنهي كلمته: "مصر باقية ما بقيت أعمال رموز الفكر والفن والإبداع الكبار، وجمال الغيطاني يجب أن يكون مثلا يحتذي به لكاتب أفني حياته لوطنه، فكتب عنه وعاش في رحاب تراثه وظل قلمه نزيها حرا حتي آخر نقطة حبر في حياته". وقد ألقي طارق الطاهر كلمة مؤسسة أخبار اليوم، فقال: "منذ شهور قليلة كنا هنا، وتحديدا في مايو الماضي نحتفل بسبعينية جمال الغيطاني، كان وقتها بيننا يرحب بهذا ويكلم ذاك، وقف موجها حديثه لرئيس مجلس الوزراء آنذاك المهندس إبراهيم محلب، من أجل تنفيذ مشروع المزارات المحفوظية، ويتحمس الغيطاني لمشروعه ليقول أنا فرصة فاغتنموني، ذهبت الفرصة ولم نغتنمه، لكن هل بالفعل لم نغتنم جمال الغيطاني، والأهم؛ هل ذهب الغيطاني؟". واستكمل مجيبا: "بالتأكيد لم تذهب الفرصة، لأن الغيطاني في جوهره كنز، بل هو مكتشف الكنوز، فهو الزيني بركات وهو صاحب التجليات وهو من هاتف المغيب وهو من كتب حكايات المؤسسة وهو من أسس أخبار الأدب، وهو أخيرا أستاذي الذي لم أشعر للحظة بغيابه، فأمثال الغيطاني لا يرحلون، من يعرف قيمة الورقة والقلم لا يرحل". عقب تلك الكلمات، بدأ الجزء الأخير من الأمسية الذي ضم قراءة درامية أعدها عماد عبد المحسن بعنوان "أنا جمال الغيطاني"، وشارك فيها فنانو مركز الإبداع ببيت السحيمي، هم: علي أبو زيد، محمود سيد، مصطفي عبد العزيز، بمصاحبة ألحان من عزف د.صابر عبد الستار وغناء إيمان عبد الغني وأجزاء مسجلة بصوت الغيطاني تتداخل خلال العرض. ظهر الغيطاني خلال تلك الدراما بأربع شخصيات، الأولي هي الصعيدي، ابن جهينة بمحافظة سوهاج، الذي يقف بجوار الحق ولا يخاف من الموت، أما الثاني فهو الغيطاني الذي درس النسيج وغزل من روحه روايات قام بتلوينها بقلمه، بينما الثالث هو المحرر العسكري، الذي رفض أن يسكن البيوت في وقت الحرب وذهب ليكون علي الجبهة بجانب عساكر مصر، ليحارب بقلمه. وأثناء الشجار القائم بين شخصيات الغيطاني الثلاث السابقة، يظهر الرابع الذي يمثلهم جميعا؛ جمال الغيطاني الذي وصفته عبد الغني بصوتها العذب، من كلمات عماد عبد المحسن: "راوي صعيدي الجد والوالد وابن أصول ومصري بحق، غاوي يفتش في زمان خالد بصبر ونول وحرفه رزق، ناوي يعيش للحق بيجاهد يصول ويجول وآهته لا".