في يوم مولده (25 اكتوبر)، احتفلت كلية الآداب جامعة القاهرة بتكريم الدكتور حسين نصار، في عيد ميلاده التسعين، أطال الله عمره. قرابة سبعين عاما من البحث العلمي، والعطاء داخل قاعات الدرس، ليس علي مستوي مصر فحسب. بل تخطي عطاؤه بعلمه حدود مصر إلي أفريقيا وآسيا. في مستهل الاحتفالية، أكد د. معتز عبدالله، عميد الكلية، أن د. نصار أستاذ الأجيال بحق، وشيخ المحققين، مشيرا إلي ايمانه الراسخ بدور الاستاذ الجامعي، وكيف أنه نموذج راق علميا وخلقيا، وقد أسس د. نصار مدرسة تخرجت فيها أجيال متعاقبة من المبدعين، أثراها بمختلف ابداعاته، لافتا إلي أنه خلال هذه المسيرة العلمية شغل العديد من المراكز الادارية في الكلية حتي منصب عميد الكلية في نهاية سبعينيات القرن الماضي. ومن جانبه أشار د. جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، إلي أن د. حسين نصار قامة من القامات التي زخرت بها كلية الآداب، والتي أثارت بعلمها وفكرها الجدل وملأت الدنيا نورا من العلم والبحث، كما أنه قامة سبقت عصرها لفتح آفاق الثقافة والعلم. وطالب رئيس الجامعة ادارة كلية الآداب بأن تقوم باصدار سلسلة من الإصدارات عن رموز وقامات الكلية يتم من خلالها سرد مسيرة هؤلاء الرواد، وتقوم الجامعة بدعم وإصدار هذه المؤلفات، ولاننسي أن الدكتور حسين نصار كتب وألف وأعتقد أن هذا هو العلم الذي ينتفع به وهو العمر الذي طال وحسن به العمل، أطال الله في عمره. وأكد رئيس الجامعة أن هذه الأمة لا يمكن أن تتقدم إلا بالوعي كما لا تتقدم إلا بالفكر والثقافة، هذه هي عناصر القوة والتجديد في الفكر والفهم في كل مناحي الحياة، ما يتعلق منها بالفنون، الدين، الدنيا. ثم عرض د. فهر شاكر فيلما تسجيليا عن الدكتور حسين نصار، بالتعاون مع وحدة الذاكرة الالكترونية باشراف د. وفاء صادق، مديرة الوحدة. واختتم د. نصار الاحتفالية بقوله إن أستاذ الجامعة لا يشيخ لأنه يستمد الشباب ممن حوله من شباب الدارسين بين يديه وقال إنه بصدد القيام ببحث - الآن- كلفه به رئيس القسم، وهو لايزال قائما عليه، وعندما ذكر ذلك، ضجت القاعة بالضحك، وذكر أنه كيف كان حريصا، ولازال - في بحثه عن الوصول إلي الوثائق التي تؤكد الظواهر التي هو بصدد البحث فيها. وكانت دار الكتب والوثائق القومية برئاسة د. شريف شاهين، قد أقامت احتفالية خاصة بالدكتور حسين نصار، سبقت بها جامعة القاهرة، أكد فيها وزير الثقافة حلمي النمنم أن د. نصار منبع لعلم التحقيق وأن تكريمه اليوم هو تكريم للثقافة المصرية والمتخصصين في علم تحقيق التراث، وطالب الوزير د. نصار بالاستمرار في الاشراف علي مركز تحقيق التراث بدار الكتب، خاصة أن د. نصار قد طلب اعفاءه من هذه المسئولية. وعدد الدكتور عبدالحكيم راضي، أستاذ البلاغة والنقد بكلية الآداب الاصدارات العلمية للدكتور نصار وكيف أنها في مجالات مختلفة كالدراسات الاسلامية، والأدب بمصر، والدرس اللغوي، والأدب الشعبي، وأنه اعتاد علي كثرة مؤلفات د. نصار، كيف خفت لديه حدة التعجب من كثرة هذه المؤلفات التي قاربت الثمانين مؤلفاً متنوعاً، لافتا إلي أنه يتأمل دائماً كيف أدار د. نصار حياته العلمية، فقد بدأ بمرحلة التأسيس وكان فيها الدرس الأدبي والدرس اللغوي، مرافقين لجهد التحقيق، وجهد الترجمة فهو في سن الأربعين كان له 26 عملا، وأوضح أن المرحلة الثانية للدكتور نصار يطلق عليها مرحلة الفيض وهي التي بدأ فيها التأليف في وجوه الاعجاز القرآني، من عام 1994، وأصدر خلالها 12 كتابا. وأكد د. أيمن فؤاد سيد أن د. حسين نصار، اهتم بالنشأة بشكل خاص وله 6 كتب في نشأة الأدب ونشأة الدراسات التاريخية، وأهمها رسالته عن نشأة التدوين التاريخي عند العرب، وانه أبرز الذين كتبوا عن الفترة المبكرة للتاريخ الاسلامي في مصر، فهو المرجع الرئيسي في هذا المجال، خاصة الدولة الفاطمية في مصر، كما أنه أرخ لبعض شعراء هذه الفترة الفاطمية.