نظمت مكتبة مصر العامة بالتعاون مع الجمعية المصرية للأدب المقارن ندوة أدبية لمناقشة أحدث روايات الأديب الكبير يوسف القعيد "مجهول", بحضور عدد من النقاد والأدباء. أدارت الندوة الدكتورة فاطمة خليل التي قالت في مستهل الندوة: " الرواية تحمل عنوانا مجهولا ولكن يوسف القعيد ليس مجهولاً, استمر القعيد في كتابة هذه الرواية لسنوات طويلة كونه يمتلك خطاً واضحاً في الابداع حيث عبر عن الواقع المصري وما يتصل به من قضايا مهمة كما أن الكاتب في الرواية يقف في المنتصف بين القرية والمدينة ويرتكز البناء في الرواية علي حدث محوري هو اختفاء أبو البنات في القرية ومن ثم تعددت التنبؤات حول سبب اختفائه فهناك من يقول انه اختفي للبحث عن سيدة للزواج بها كي ينجب صبياً في حين يقول البعض إنه ذهب للبحث عن الكنز" في البداية تحدثت الدكتورة رشا صالح, أستاذ الأدب المقارن بكلية الآداب جامعة حلوان, عن محاولة القعيد في الرواية للبحث والتنقيب عن المجهول فقالت: " النص يحتوي علي أكثر من حقيقة الحقيقة الأولي هي الكنز والثانية هي الوجود كما أن الحضور والغياب يرسمان أبعاد النص المجهول إذ إن بنية الحضور والغياب تكسب النص كثيراً من الدلالات ويتجسد الغياب هنا في الرغبة الجامحة في وجود ابن ذكر وهذا الابن ليس إلا صورة من صور الخلود في ذهن التاجر حسن العلي كما أن الغياب يتخذ عدة موجات في النص, الموجة الأولي تمثلت في غياب حسن الذي ينتظر مجيء المولود والموجة الثانية تتمثل في غياب الابنة التي أصر علي تسميتها باسم ذكر وهو أحمده بدلاً من أحمد, والثالثة هي غياب الأم وما بين هذه الموجات يقوم البناء السردي علي عدة عوالم. من جانبه قال الدكتور عايدي جمعة : " لقد سجلت الرواية درجة عالية من الحرفية والابداع جعلتني أمام علامة استفهام كبري في الحياة إذ إن التوقف أمام عنوان الرواية يجعلنا محملين بكثير من الرؤي. لقد حاولت أن أناقش الرواية من عدة اتجاهات منها الاتجاه الوصفي في النقد وكذلك اتجاه به جانب تقييمي. إن الرواية لافتة ولها وقع مهم علي خريطة الابداع المصري حيث إن موضوع الرحلة هو الموضوع الأساسي والمهيمن علي الرواية ومن ثم يتناسب هذا الموضوع مع عنوان الرواية. لقد تحول هذا المجهول الذي نبحث عنه في نهاية الرواية إلي مجهول يؤرق الذات الانسانية جميعاً, ظل المجهول مجهولاً حتي النهاية ومن ثم ترك القعيد النهاية مفتوحة لأنها رحلة انسانية كما أن البنية الكبري في الرواية تتشكل من مجموعة من الفصول عن كنز أشيع أن بطل الرواية حسن العلي الذي لم ينجب الولد قد وجده. إن الرواية تثير تساؤلات كبري بمنتهي الحرفية تتعلق بالموت والمصير" وتحدث الدكتور حسين حمودة فقال: " إن هذه الرواية تتناول ظاهرة تناول القعيد للريف الذي دافع عنه دفاعاً مجيداً كما يوجد في البناء الروائي تصاعد واضح في فكرة إرجاء الإجابة عن هذا المجهول ويتمثل هذا المعني في خيوط عن المجهول والكنز والأسئلة القديمة المتجددة. يحتفظ القعيد في الرواية بقيمة تم تجاهلها في الروايات وهي قيمة التشويق فمنذ بداية الرواية تجد نفسك مشتاقاً لاستكمالها" كانت آخر المداخلات مع الناقد ربيع مفتاح الذي تحدث عن ضرورة تقديم أدبائنا الكبار أمثال القعيد إلي الغرب عن طريق حركة ترجمة لأعمالهم, وأيضاً بالنسبة للقعيد فإن مشروعه الروائي الطويل يتطلب دراسة نقدية شاملة .