خطت أناملي بحذر وبطء تتحسس باحثة بينما أحاول كتم أنفاسي لحين ايجادها حتي لا تهتز وتقع اذا وجدتها سوف يكون اليوم الثالث علي التوالي الذي يحدث فيه ذلك!! أفيق من نوم فجأة وأنا ممدده كالمومياء وذراعي بجانبي أتنقل بين زوايا السقف المنطوية وبياضة الشاهق أزفر نفس بصوت عال لأتاكد أني حيه وأبحث.... تتحرك أصابعي ببطء متلصصة علي قصبتي الهوائية الطويلة وتنزلق في نهايتها المجوفة، أصنع تجويفا مماثلا عندما التهم آيس كريم بالفراولة وأنا أمسك بحكمه بعوده البسكويت الذي يعتقد كل مره أنه يجهز لي مفاجأة: قطعة شيكولاته في نهايته" تخرج الأصابع من التجويف لتكمل طريقها في المنتصف تماما عظام القفص الصدري العنكوبيته واضحة جيدا خاصة مع طبقة الجلد الرقيقه تلك والملابس المفتوحة شهقت شهقه خاطفه.. وجدتها... مره أخري... نعم هي.. تحسستها... ممتده من مقدمة رقبتي الي مابين نهدي ألتقطها وأتذوقها: نعم هي فتات السكر لليوم الثالث علي التوالي أستيقظ من نوم عميق جدا علي فتات سكر مرشوش علي، ألتقطته في كفي وأتلفت حولي لأتأكد من عدم وجود نمل. لا يزال صوته وأنفاسه اللذان ظلا يغمرانني ويحومان حولي ويتمشيان علي الي أن تفضل ضوء الشمس علي الدنيا علي برزانه يغمران الغرفه بينما علقت بعض حروف كلامه "أثر محادثه كتابيه طويله" بشعري والتصق البعض برموشي بشكل اعجزني عن فتح عيني جيدا بينما البعض الاخر لا يزال نائما أو يتثاءب علي شفتي وأجزاء من جسدي. الرؤية لا تزال ضبابيه خاصة مع وجود ممدة من شمس الحادية عشرة من خصائص الشيش المختبئ وراء ستاره سكرية اللون وتقريبا شفافه لا تحجب أي شئ عن أي شئ. استدعت أذناي صدي عراك لطيف يختص بلون القميص الذي كنت أرتديه حينما قابلته" بس ده تركواز لاء أخضر والله ده تركواز بس أنا شايفه أخضر أنا حر". واجتهدت ابتسامتي للظهور علي ملامح يسيطر عليها نعاس لذيذ وأنا التقط بلساني فتات السكر من كفي قبل أن يذوب منهارا من أثره الآخذ في الازدياد... بعد مقابلتنا بالأمس وقبل أن أصل الي منزلي رمي لي برسالة علي الطريق: "ذكريني أن أحكي لك قصة التانجو والقميص الأخضر" ،رددت "حسنا أحكها لي في المساء والسهرة". أعلم أنني أرتدي بيجامه لونها أخضر فاتح وأعلم أيضا أنني أنام علي "كنبه بلدي" مفروشة بأحمر قان ولكن فعلا لا أعلم كيف أخذ الأحمر حولي في الأخضر بهدوء انتبهت من نعاسي وأنا أتتبع انسياق اللون المرغم دون ارادته: ده أخضر ولا تركواز؟!! احك لي.... حسنا... في احدي أسفاري العديدة البعيدة اتجهت الي الارجنتين أسافرت الي الارجنتين من قبل؟ أجيب ضاحكه: أكيد لأ طبعا كمل.. هناك منشأ رقصة التانجو وفي الليل ذهبت الي "ملهي" ووجدت العديد من النساء يرقصن التانجو بفساتين مبهجه أو بناطيل واسعه ليتمكن من الحركة وجلست لعدة ساعات أرقبهن في صمت. ازدادت دهشتي فليست فقط الكنبه كل ما هو قماش من حولي قد أصابته لوثه الاخضر أخضر تنتابه بعض الزرقه علي استحياء كل النجود حولي تتغير الي تركواز وضاء. ، بينما ظللت أنا في مكاني باستغراب سعيد أرقب مايحدث. ومع أنني لا أشرب الكحول ولم أتناول تقريبا طعاما منذ يوم مضي إلا أن ألمي المعتاد هاجمني من مقدمة معدتي متجهه رأسا الي المريء اضررت نادما للرحيل من المكان وأثناء خروجي لمحت احدي الراقصات ترتدي فستانا أخضر ذا دانتيل أسود علي الوسط تعبر مسرعة في رواق مضاء بلمبات صفراء تسمرت مكاني وقد اشتد الألم لمحتني هي في مرآة معكوسه وحدقت بي لثوان ثم ابتسمت تملكني خجلي الشديد " أنتي تعرفين الكثير عنه فهو الي الان يمنعني أدعوك حبيبتي" اضطربت حركتي وخرجت من المكان مسرعا. لمحت علي كتفي العاري بعضا من فتات السكر التقطته مندهشه فهو لم يظهر علي كتفي من قبل وقرشته ببطء. منذ ثلاثه أيام كتب لي في الثالثه صباحا "تعالي لعالمي الحقيقي ألمسك وأقبلك.. ثم كفنوني فقد انقضت حاجتي للوجود.." ومن ساعتها وأنا أستيقظ من نوم عميق لأجد فتات سكر ممتدا من مقدمة رقبتي الي ما بين نهدي. حين رأيتك بالأمس كنت تشبهين تلك الراقصة الي حد كبير لون القميص والحزام علي الوسط أصابعك الطويلة فقط كان ينقصك طلاء أظافر وأحمر شفاه بلون احمر قان. ، ملحوظة: لقد أجدت وصف خصرك في قصصك فهو حقا جميل. حينما تملكتني الرغبه في الامساك بخصرك والرقص معك تانجو. قلت: دي حاجة رائعه طبعا بس أنا مش باعرف أرقص تانجو للأسف. رد ضاحكا: ولا أنا. أطلت النظر لوجهي في المرآة المعلقة في ضلفة الدولاب وأنا استعيد وصفه "وعنقك يبدو كبرج بابل الناظر إلي أورشليم" وتذكرت أيضا توضيحه لي أنها جملة من التوراه حينما احرجت جدا لسماعي تلك المعلومه وأنا أعرب قبلها بثوان عن اعجابي بشعره. وبناء علي طلب ملح منه أزلت ولأول مره منذ تسع سنوات خصلات شعر قصيرة "قصة" تختبئ جبهتي العريضة أزلتها في تردد وخجل وأعدتها وأزلتها وأعدتها ثم أزلتها كان وجهي واضح الملامح والانفعالات وجه يمكن فهمه دون حدوث ملابسات لأنه واضح. "أوصيك بالدقة والوضوح أيضا.." برغم وهج التركواز القوي تمكنت من رؤية وجهي في المرآة محاطا بهالة تركواز خفيفه وأنا استعيد قوله بصوته الخشن الشجي وملامح وجه أعتقد مرتبك وهو يحكي لي عما بعد مقابلتنا في منتصف الليل "لأول مرة أبص في مراية النهاردة لأول مرة أحس بشئ من الحلاوة أو الجمال". مشينا معا في الحادية عشرة ليلا وبما إنها ليلة رمضانيه فلا قلق من التأخير سرنا بمحاذاة سور مجري العيون المهيب قلت خجلة: ضحكتك مبهجه زي ألوان قميصك.، لم يعلق ولم ينظر لي فقط ضحك خمس ضحكة تتبعت السور محبطه ثم شهقت فرحة لرؤيتي فرعا طويلا للمبات فقط خضراء معلقا علي جزء كبير من السور بينما هو يغني هائما بعض مقاطع المديح ويشير بيديه ويسرح ويغني ويبتسم ينظر لي وللمساء المعكوس عليها وهج المدينة الأحمر وللطريق شبه الفارغ وتتسع ابتسامته ويعلو صوت غنائه أحدثه ضاحكة: انت بتقول ايه!!. يرد مستمرا في الغناء: لسه قدامك كتييييير. يتوقف فجأه ينظر للمبات وينظر لي: خضرا زي قميصك. قلت: بس ده تركواز قال: لأ أخضر قلت: والله ده تركواز قال: أنا شايفه أخضر أنا حر أمسكت يديه الاثنتين وأنا أضحك بصوت عال أخجله: أنت ضوئي الأثير. سحبت يدي من يديه وقد أربكتني نظرة طويلة منه وهو يتساءل برفق غير مصدق: أنا؟ لمعت عيني أكثر من اللمبات وأنا أستجمع الحروف والكلمات والأوزان لكي أقول فيه بيت شعر: ضوئي الأثير.. أضأتني فتبعتك،، و..و... وأخشي وقوعي، لأ وأخشي وقوعك ووقوعي أممم ووقوعي دونك. ايه رأيك؟ رد قائلا: والنبي إنتي عسل. إحنا نسمي المكان هنا أول الدنيا "في زمن أخر أحب أبي زميلته في الجامعه "زينب" زينب التي ياما احتضن كفها الصغير في كفه الاكبر وسارا معا الي أول الدنيا كانا يسميا قاهرة المعز أول الدنيا وكم من القرائين الصغيرة اشتراها لها من الدكان العتيق". انتشر فتات السكر علي رموشي متناثرة علي أصابعي وعلي جانبي شفتي ومرة أخري علي كتفي ومستقر في تجويف رقبتي وأسفل أذني. ازدادت حدة التركواز لم أعد أري نفسي في المرأة وازدادت أكثر فلم أعد أري أمامي أي شئ أحرك يدي في الهواء وأتحرك بعشوائيه فلا أصطدم بأي أثاث فقط أدور وأدور وأنا أتعمد أن أسعل لأشعر بوجودي الي أن قررت في ثانيه التوقف عن السعال."