للأسف كل يوم يتواجد فيه د. ممدوح الدماطي في منصبه وزيرا للآثار تخسر مصر كثيرا.. لا أعلم لماذا الاصرار علي وزير تثبت الأيام عدم قدرته علي أداء مهام عمله، بل الأدهي من ذلك عدم معرفته من الأساس بفلسفة هذا العمل.. ووصل الأمر إلي " التخبط" في أي قضية تخوضها وزارة الاثار، كما حدث في موضوع " سخم كا" الذي أداره الوزير بشكل خاطئ بل مسيء للدولة المصرية عندما وقف ليحث " الناس" علي التبرع لما يقرب من 16 مليون جنيه أسترليني. أقول ذلك بمناسبة- أيضا- الإدارة الخاطئة فيما يخص موضوع عرض صالة سوذبي للمزادات بلندن بيع 12 ويقال 17 قطعة آثار إسلامية مصرية، فقد انفردت الزميلة نفيسة عبد الفتاح بكشف هذا الأمر في عدد " أخبار الأدب" الصادر في 27 ديسمبر 2015، في موضوع نشر بالصفحة الخامسة بعنوان " هل تتحرك وزارة الآثار.. صالة سوذبي تعرض 12 قطعة أثرية إسلامية للبيع" وذلك بعد أن وصلتها معلومة عن هذا المزاد، ولكن دون أي تفاصيل، فما كان منها سوي أن بحثت عن موقع صالة سوذبي علي الانترنت، وتوصلت بالفعل إلي الصفحة الخاصة بالمزاد، وقامت بترجمة المعلومات الواردة حول كل قطعة، وكذلك حصلت علي صور هذه القطع، ونشر كل ذلك في أخبار الأدب في العدد المشار إليه، ولم تكتف بذلك بل سعت إلي أن تقوم بدور الباحث، ووصلتها معلومة من د. محمد فاروق خاصة بأن هناك رسالة دكتوراه من الممكن أن يكون فيها توثيق لهذه القطع أو لبعضها، وبالفعل أرسل لها هذه الرسالة، ولكنها لم تجد شيئا، لكن مما لفت نظرها وجود هامش في إحدي الصفحات يشير لأكثر من كتاب توقعت أن يدون فيه معلومة عن هذه القطع، فما كان منها سوي التوجه لدار الكتب، وطلبت هذه الكتب، وكانت المفاجأة أن الكتب التي طلبتها لا توجد في الدار، وكتاب آخر وجدت فيه تحديدا دقيقا لإحدي هذه القطع المعروضة للبيع في مزاد سوذبي، وهي تحديدا المخطوطة التي تخص قنصوة الغوري آخر سلاطين المماليك البرجية الذي حكم مصر سنة 906هجرية-1501ميلادية حتي قتل في معركة مرج دابق شمال حلب سنة 1516، والمخطوطة تمثل وقفية قنصوة للحرم المكي، وكتبت الزميلة نفيسة عبد الفتاح موضوعا نشر بأخبار الأدب في عددها الصادر 4 أكتوبر بعنوان " معروضات مزاد سوذبي ملك وزارة الأوقاف" وأشارت فيه إلي كتاب د. محمد محمد أمين الموثق فيه معلومات عن هذه المخطوطة، وهي ذات المعلومات التي أشارت إليها صالة سوذبي في تعريفها لهذه القطعة.( ملحوظة: أخبار الأدب تكون في الأسواق قبل تاريخها المدون عليها بيومين أي أن عدد 4 أكتوبر كان لدي البائعين يوم 2 اكتوبر). وبناء علي هذا النشر اتصلت د. أمنية عبد البر عضو المؤسسة المصرية لانقاذ التراث الموجودة حاليا بلندن بالزميل محمد شعير مدير التحرير، طالبة رقم هاتف وإيميل نفيسة عبد الفتاح للتواصل معها، حيث إنها علمت بهذا الأمر من خلال ما كتب في أخبار الأدب، وهو ما ذكرته أمنية في حديثها مع الاعلامية لميس الحديدي في برنامج " هنا العاصمة"، حيث قالت إنها علمت بأمر هذا المزاد صدفة من المكتوب في أخبار الأدب، وتحركت أمنية علي الفور وقامت بزيارة صالة سوذبي، وصورت المعروضات، وقامت بالاتصال بأساتذتها الذين أشاروا لها إلي أن بعض هذه القطع مصرية وملك لوزارة الأوقاف، وبالفعل سعت أمنية مع غيرها لوقف هذا المزاد الذي تم وقفه بالفعل، وكان أيضا هناك جهد قد بذل في هذا الأمر من قبل السفارة المصرية في لندن. بعد كل هذه المجهودات أصدرت وزارة الآثار بيانا يوم 5 أكتوبر تشير فيه إلي أنها كانت تعلم بالمزاد وأنها خاطبت وزارة الخارجية بتاريخ 14 سبتمبر لاتخاذ اللازم نحو إيقاف عرض جميع القطع الأثرية المعروضة للبيع بمزاد سوذبي، وفي نهاية البيان تصريح منسوب للأستاذ علي أحمد مدير عام إدارة الآثار المستردة بوزارة الآثار، مفاده أن الإدارة توصلت إلي أن من بين القطع المعروضة وقفية تعود لعصر السلطان قنصوة الغوري، لكن لم يوضح البيان كيفية توصل الإدارة إلي هذا الأمر، أي هل هو بمجهودها أم بما نشرته نفيسة عبد الفتاح، خاصة أن علي أحمد ذكر في برنامج " هنا العاصمة" أن وزارة الأوقاف لم تخطره رسميا بأي معلومة عن هذه القطعة. القضية من وجهة نظري أن هذه الوزارة فقدت شفافيتها، بمعني أن البيان الذي أصدرته جاء متأخرا جدا، حتي لو قامت بإجراءات قبل ذلك، فوقف أي قطعة يتطلب جهدا كبيرا من باحثين وصحفيين وأثريين، فمن أين لهؤلاء أن يعرفوا مأساة بيع هذه القطع، إن لم تكن الوزارة المختصة بذلك تعلن علي الملأ أن هناك مزادا في المكان الفلاني ويعرض هذه القطع ونحن نقوم بهذه الإجراءات، لأنه بوضوح في القضية التي نحن بصددها لولا كتابة الزميلة نفيسة وإثباتها أن المخطوطة ملك لوزارة الأوقاف ولولا تحرك د.أمنية بالإضافة للتحركات الرسمية ما كنا وصلنا لهذه النتيجة. إن وزارة الآثار يجب أن تعلم أنها مؤتمنة علي هذه الآثار، ومن أهم شروط الأمانة أن تعمل بشفافية وهو أمر غير متحقق.