للأسف لم تعد دور النشر المصرية قادرة علي المنافسة خارج حدود الوطن.. فاهتمام أغلب الناشرين بتقديم وجبات سريعة استهلاكية تلهث وراء الذوق العام للمراهقين الراغبين في قراءة روايات الرعب وما وراء الطبيعة والكتب المسليّة. وبالطبع هناك شرائح تحب تلك النوعيات في الوطن العربي وفي العالم أجمع لكن الأزمة تتمثل في التدني العظيم في مستوي ما يقدمه الناشرون المصريون لنفس هذه الشريحة الراغبة في التسلية. عدد قليل من الناشرين المصريين يقدمون أعمالا إبداعية حقيقية تستطيع المنافسة عربيا وتستهدف جماهير أكثر وعيا.. لا تجد طريقها إليهم نظرا لعدم وجود جسور ثقافية كافية بين مصر والدول العربية فالناشر يتحرك وحده دون أي دعم لوجيستي من وزارة الثقافة أو الدبلوماسية المصرية أو اتحاد الناشرين لدعم وصول الثقافة المصرية للعرب وتسهيل حصول الأعمال علي موافقة وزارات الإعلام بالدول التي تشترط تلك الموافقة ولا بحفظ حقوق الناشر لمنحه الأمان في التعامل مع التجار والموزعين.. كذلك تسهيل منح الناشرين تأشيرات دخول للدول العربية لإقامة تلك الجسور التي لا تقيمها الدولة أو اتحاد الناشرين!فحقيقة ما يحصل هو تقزيم بكل المعاني لمصر كمصدّر للثقافة والأدب والفكر. هذا عن سؤالك الأول حول ما وصلنا له من محليّة، أما عن استقطاب المبدعين العرب فهذا حاصل بالفعل بدور نشر تقدّم طباعة وإخراجا فنيا راقيين وتستطيع التسويق لأعمال المبدعين العرب عند الجمهور المصري... لكن تلك الدور عددها أقل من أصابع اليد الواحدة. كل ما نحتاجه في هذا الصدد أن تحقق التجربة نجاحات كبيرة لتجتذب عددا أكبر من الناشرين نحو الاهتمام ب"الكواليتي" في اختياراتهم وطباعتهم وإخراجهم الفني .. وهنا يتوجب التنويه إلي ندرة المطابع التي تقدّم "كواليتي" قادراً علي منافسة مطابع بيروت عاصمة الطباعة. مدير دار الربيع العربي
