الي حد كبير جداً، النشر في مصر أصبح صناعة محلية، وذلك لأنه لم يعد لدينا المحتوي "CONTENT" الذي يمكن أن نقدمه وننافس به ليس في العالم العربي فقط ولكن خارج المنطقة العربية . ليس لدينا منتج ثقافي بالمعني الدقيق، لدينا إنتاج غزير من كتب الروايات والأدب الساخر (ما نسميه نحن كذلك)، لكن عند النظر إلي القيمة أو "المحتوي الفكري" أو المعلوماتي تجدين مستوي ضحلاً وضعيفاً للغاية وهذا لا يشكل أي إضافة للإنسانية أو The Human Thought. ولنأخذ مثالاً الكتب العربية المترجمة إلي اللغات الاجنبية الأخري أو حتي علي المستوي الأكاديمي والأبحاث. نفس الشيء بالنسبة لوسائل الإعلام ... مئات من القنوات العربية التي تقترب من الألف لكن تجدين ضحالة في المحتوي مما لا يساهم في خلق أي وعي أو معرفة أو حتي إمتاع يضيف للإنسان أو البشرية. لذا نتجه بالكاتب والكتاب إلي القارئ لدينا هنا لأنه قارئ لا يمتلك أي وعي أو معرفة ولا يختلف كثيراً عن المحتوي الذي يسعي لقراءته ولذا تزداد الآن الاعمال التي تغمر سوق النشر.. ناهيك عن المنظومة الخاصة بالنشر كلها. وأعتقد أن القاهرة لا تنافس بيروت في استقطاب الكتاب العرب للنشر بها لأننا نفتقد الي الجودة ليس علي مستوي المحتوي: Content فقط ولكن أيضاً علي مستوي إخراج هذا المحتوي. أعتذر لو بدوت غير متفائلة لكن هذا هو الواقع وعلينا مجابهته والتفكير بشكل جدي ماذا نريد أن نقدم للقارئ وكيف ننهض به وهذا يتطلب نهضة في التعليم والميديا والأسرة والمجتمع لأنها حلقات متشابكة ومترابطة ببعض. هناك بالتاكيد جهود ومحاولات لتقديم محتوي وكتاب جيد لكن ليست هناك الدعاية الكافية لها لأنها عادة تأتي من مؤسسات تفتقر إلي المادة والآلة الاعلامية ناهيك عند عدم اهتمام البعض من الصحفيين والنقاد بالاهتمام بمثل هذه الأعمال... للأسف هناك شلل ومصالح، وصحفيون يكتبون عن صحفيين وكُتّاب يكتبون عن كُتّاب ... للأسف الوضع سيئ جدا، لكن قد يكون هناك أمل في وسط هذا الوضع السييء. ديرة دار ومكتبة الكتب خان