أظن أن دور النشر المصرية أصبحت الآن أقل محلية منها عن عقود مضت، هذه ليست قاعدة بنسبة 100٪ طبعا.. لكنها تنطبق علي دور النشر من كل الأحجام تقريبا، فهناك دور نشر ضخمة مثل الشروق لديها العديد من الأسماء العربية ودور ناشئة مثل مقام لديها كتاب عرب في قائمة مطبوعاتها التي ليست قائمة طويلة حتي الآن- ولكن هذا لا ينفي كذلك أن أغلب دور النشر المصرية تطبع لكتاب مصريين وذلك لأن سوقها الأكبر هو في مصر بالفعل؛ ويبدو أن القاريء المصري خاصة الشباب- يفضل متابعة المؤلفين المصريين، كما أن انتشار الكتابة بالعامية المصرية حدد سوق المؤلفات المكتوبة بها سلفاً بالسوق المصري، وربما المصريين بالخارج وفقط. ولكن هذا الوضع حقيقة ليس حالة مصرية خاصة، فسوق النشر في الدول الكبري مثل ألمانيا وفرنسا والولاياتالمتحدة تنشر مؤلفات الكتاب المحليين أولاً.. بعض الحالات متطرفة مثل الولاياتالمتحدة التي يستحوذ الكتاب الأمريكيون علي 98٪ من الإصدارات فيها وبعضها تفسح نسبة جيدة للترجمة والمؤلفين من البلاد الأخري الناطقين بنفس اللغة ولكن بنسبة لا تزيد أبدا عن 10٪ من الإصدارات السنوية. أري أن بيروت هي التي تشكل استثناءً في صناعة النشر العالمية، فقدرة الناشرين علي العمل بالتركيز أساساً علي أسواق خارج بلادهم أمر يستحق الدراسة، وإن كنت بصراحة لا أتمني أن تصبح القاهرة مثل بيروت.. فأنا أتمني أن تستقطب مزيدا من الكتاب العرب بالفعل ولكن في نفس الوقت أن تبيع مزيداً من كتبها داخل مصر. صاحب دار صفصافة