موتُ المؤلف

1- قبل أن تقرأ
لأنَّ قصائدي كالماءِ واضحةٌ،
فلا تجرؤ علي التحديقِ فيها
حينَ تشعرُ أن روحَكَ غاضبَةْ..
وحاولْ أن تكونَ كأيِّ طفلٍ
حينَ تقرأُ -في المساءِ- قصائدي
فيكونَ في إمكانِ قلبِكَ
أن يري في وجهِ عاهرةٍ
ملامحَ راهبة!
2- طريقُ الحياة
الغناءُ القديمُ الذي كنتُ غنَّيتُهُ ذاتَ يومٍ
تشقَّقَ ثم انكسرْ..
والمغنِّي الذي كانَ يشكو عذابَاتِهِ للجماهيرِ
ظلَّ ثلاثَ ليالٍ يهاجمُهُ الاكتئابُ
إلي أنْ تعثَّرَ في حزنِهِ
فانتحرْ..
والكمانُ الذي ظلَّ يبكي رحيلَ المغنِّي
تجرَّدَ من كلِّ شيءٍ
وعاشَ بلا نغمةٍ أو وترْ..
الغناءُ،
المغنِّي،
الكمانُ،
رفاقي الأعزاءُ
أعرفُ أني وحيدٌ
وأنتم وحيدونَ أيضًا
ولكنني أعرفُ -الآنَ- أنَّ المعاناةَ مرآتُنا
حينَ تعكسُ في الليلِ ضوءَ القمرْ..
وأعرفُ أنَّ الحياةَ كبيتٍ بعيدٍ
وأنَّ الطريقَ الوحيدَ إليها
طريقُ الخطر!
3- حقيقة الحياة
الحواجزُ تظهرُ لي كلَّ حينٍ،
ولكنني أتجاوزُهَا بالتجاهلِ؛
لستُ أخمِّنُ أو أتنبأُ
أمشي علي مَهَلٍ
وأري كلَّ شيءٍ أفكرُ فيه
أمامي
فأكملُ سيري
ولستُ أبالي بمايظهر ُالآنَ لي:
- ساحراتٌ يُشرن إليَّ لكي أسمعَ النصحَ.
- موتي يجئ ونَفي البالِ ثم يغيبونَ
مِنْ بعدِ أن يتركوا في ضميري ظلا ظلالهم
تتشابكُ مثل َالشجيراتِ في غابة معتمة..

- والخفافيش قد حلَّقَت ْفوق َرأسيَ
هائجةً كالهواجسِ
- والليلُ والخوفُ والوهمُ
صاروا أشقاءَ في لحظةٍ
ثم جاؤوا لكي يأخذوا الثأرَ مِنِّي.
- عفاريتُ واقفة ٌفي الشبابيكِ وهْيَ تدخّنُ.
لكنني سوفَ أمشي
وأعرفُ أنَّ عيونَ الجميع ِتراقبني
بينما كنتُ أعرف ُأن َّالحياةَ
تضيق ُإذا اتَّضَحَتْ
وتَزيد ُاتساعًا
إذا بَقِيَتْ -كالحقيقةِ- غامضةً
مُبهَمَةْ!
4- موتُ المؤلف
ماذا سأفعلُ ياتُري لو كنتُ غيري
هل سأخسرُ ماخسرتُ
وهل ستصنع ُبي الليالي غير َماصَنَعَتْ
وهل ماكنتُ أحسَبُهُ مفيدًا ليس ينفعني
أمِال أيامُ سوف تمرُّ من دونِ اهتمام ٍبي
كأنّي لستُ موجودًا
كأنّك لامَهُمْ عنِّي،
جدير ٌباخيتار ِالوقتِ والشكلِ المناسبِ
للحياةِ
وليسَ لي -حتي- الخروجُ
منَ الحكايةِ
دونَ أنْ أستأذنَ الراوي
الذي من فرطِ ماعاني من القهرِ
استمدَّ منَ الخيال ِالحقَّ
في أنْ يقهرَ الأبطالَ،
يُحيي مَن ْيشاءُ
ومَن ْيشاءُ يُميتُ
يُعطي للغنيِّ
وليسَ يسمع ُللفقيرْ..

ماذا سأفعلُ كي أجرِّدَهُ
من المعني
ومن أكذوبةِ الإبداعِ
كيفَ أَرُدُّهُ عن طيشِهِ
ليصيرَ مقتنعًا بأنّ َشخوصَهُ
من حقِّهِم ْأن يملكوا
-مِنْ دونِ أيِّ مبالغاتٍ-
حقّ َتقرير ِالمصيرْ..

مِن ْأي ِّفصلٍ في الروايةِ
سوفَ أخرجُ
مِنْ بدايَتِهَا، لئلا يلحظَ الراوي
غيابي
أمْس أخرجُ مِنْ نهايَتِهَا
ومَنْ سيقول ُللقُرَّاءِ:
سوفَ تواجهونَا لموتَ في الفصل ِالأخيرْ!