أحمد مظهر حكى أنه عانى في مشواره السينمائي، من مسألة كتابة أسماء الأبطال على تتر العمل، وبسبب واقعة كهذه مع سعاد حسني فكر في اعتزال الفن نهائيًا، وبعد فترة عدل عن قراره. أحمد مظهر.. فارس السينما المصرية، صاحب الأصول الشركسية، ضابط الكلية الحربية، وأحد الضباط الأحرار الذين شكّلوا تاريخ مصر الحديث، وعقبها قرر تحويل مسار حياته ليُساهم في تغيير تاريخ مصر الفني أيضًا، ليترك بدلته العسكرية، ويتفرغ للحياة المدنية، مسجلًا مشاركته في أكثر من 150 فيلمًا خلال مسيرته، بعد أن قدّمه زكي طليمات للجمهور لأول مرة خلال عام حرب فلسطين 1948، ثم أعاده إليهم مجددًا صديقه يوسف السباعي، بعد عدة أعوام، لينال أكبر شهرة يمكن أن يُحققها فنان من خلال فيلمه "الناصر صلاح الدين". النشأةهو أحمد حافظ مظهر، المولود في حي العباسية بالقاهرة، 8 أكتوبر عام 1917، لأسرة راقية تعود لأصول شركسية، وفي مرحلة الثانوية انتقل مع عائلته إلى محافظة الجيزة للالتحاق بمدرسة السعيدية الثانوية، حيث مارس هناك كل أنواع النشاط المدرسي، ولعب الملاكمة، وأصبح بطل المدرسة، ثم بطل المنطقة، حتى أصبح يمثل هذه النشأة هو أحمد حافظ مظهر، المولود في حي العباسية بالقاهرة، 8 أكتوبر عام 1917، لأسرة راقية تعود لأصول شركسية، وفي مرحلة الثانوية انتقل مع عائلته إلى محافظة الجيزة للالتحاق بمدرسة السعيدية الثانوية، حيث مارس هناك كل أنواع النشاط المدرسي، ولعب الملاكمة، وأصبح بطل المدرسة، ثم بطل المنطقة، حتى أصبح يمثل هذه الشريحة العمرية في وزنه، وحصل على البكالوريا بسهولة كبيرة، خاصة أنه كان قارئًا جيدًا، ثم قرر دخول مدرسة التجارة، لكن الأمر لم يرق له، ثم التحق بكلية الطب البيطري، ولم يشعر براحة في هذه الكلية، حتى نصحه أحد جيرانه بالالتحاق بالكلية الحربية. طالب الحربية مظهر وجد ضالته في الكلية الحربية عندما التحق بها 1936، حيث بدأت مرحلة مهمة في حياته، وتخرج فيها عام 1938، وتضمنت دفعته الرئيسين جمال عبد الناصر وأنور السادات، وحسين الشافعي وعبد الحكيم عامر وثروت عكاشة وخالد محيي الدين، وهي المجموعة التي شكّلت تاريخ مصر الحديث عن طريق تنظيم "الضباط الأحرار". البرنس ساهمت أصوله الشركسية في تكوين جزء كبير من شخصيته، فغلبت عليه ملامح "الجنتل مان"، نظرًا لاهتمامه وتعلمه قواعد "الأتيكيت"، حتى لقبه زملاؤه في الكلية الحربية ب"البرنس"، فكان مظهر يجمع صفات شخصية صاحب السمو الرفيع لكونه شابًا وسيمًا، ومن عائلة راقية ومنضبطًا وملتزمًا في مواعيده، إضافة إلى ثقافته وإتقانه لغات أجنبية. علاقته بناصر والسادات بعد التخرج أرسل أحمد مظهر وعبد الناصر والسادات إلى منطقة تسمى "منقبات"، حيث سنحت تلك الفرصة لهم للتعرف على بعضهم البعض بطريقة جيدة، كما كوّن علاقة مع عزيز المصري، الذي كان عضوًا فاعلًا ومؤسسًا في تنظيم "الضباط الأحرار"، وهي العلاقة التي أدخلته في تجربتين منتهى الخطورة، وهي إسناد مهمة التأمين للمصري خلال لقائه بالقائد الألماني روميل في أثناء الحرب العالمية الثانية، إلا أن اللقاء أُلغي في اللحظات الأخيرة بسبب عطل في محرك السيارة التي كان بها مظهر، والخطورة الثانية كانت محاولة تهريب عزيز من القاهرة بمساعدة الألمان خلال الحرب العالمية عن طريق غواصة إلا أن الأمر فشل. حرب فلسطين عقب ذلك التحق مظهر بسلاح "الفرسان"، حيث كُلف في الحرب العالمية الثانية بمراقبة غارات الألمان في منطقة القناة ومعرفة موقع الألغام التي كانت تُلقى في القناة وإبلاغ الإنجليز بأماكنها حتى يتخلصوا منها، وفي حرب 1948، قدّم مع ضباط آخرين طلبات بالتطوع في الحرب لأن "الفرسان" لم يكن له دور في تلك الحرب، إلا أن الملك فاروق رفض لأنه كان يخشى تفريغ القاهرة من القوات، ويحدث انقلاب عليه، حتى سافر مظهر إلى دورة لندن الأوليمبية، حيث كان بطلًا أوليمبيًا مصنفًا. الضباط الأحرار والثورة مظهر انضم للصف الثاني من الضباط الأحرار عام 1952، وكانت تعقد العديد من اجتماعات التنظيم بمنزله الخاص في منطقة الحلمية، إلا أنه لم يشترك في الثورة فعليًا لانشغاله بدورة رياضية، وعند العودة اتخذ قرارًا بعدم التقرب لهؤلاء الضباط حتى لا يُقال عنه إنه يتودد لهم طمعًا في منصب. بداية المشوار الفني علاقته بالفن بدأت بعد تعرفه على الممثل والمؤلف والمخرج زكي طليمات، الذي قدّمه للجمهور المصري في عام 1948 من خلال مسرحية "الوطن"، وكانت علاقته جيدة بالأديب يوسف السباعي، والذي عرض عليه المشاركة في فيلم "ظهور الإسلام" عام 1951، حيث ظهر في الفيلم على سبيل المغامرة واستغلالًا لمهارته في الفروسية، إلا أنه بعد انتهاء الفيلم ابتعد 5 سنوات عن مجال الفن والتزم في مهام وظيفته العسكرية. بعد ذلك بعدة أعوام، طالبه السباعي بالاشتراك معه في فيلم "رُد قلبي" تمجيدًا في ثورة يوليو، وبناءً على طلب من الدولة، وراقت له فكرة الفيلم، وقدّم طلبًا للمشير عبد الحكيم عامر الذي رفض فكرة تحول مظهر إلى الحياة المدنية، حيث يعتبر ذلك نوعًا من أنواع الاستخفاف بالبدلة العسكرية، وتم إعلان تقاعد مظهر من منصبه برتبة عقيد، واتجه إلى الحياة المدنية. الرياح أتت بما لا تشتهي السفن، حيث اندلعت حرب 1956، وتم تأجيل الفيلم، إلا أن مظهر عاد بفيلم "بورسعيد"، 1957، وانطلق سينمائيًا نفس العام من خلال أخرى، منها "طريق الأمل، رحلة غرامية، الطريق المسدود"، ولاقى نجاحًا بشكل لافت للنظر من الجمهور والنقاد، وكان حينها بعمر ال40، وبدأ بالأدوار السوداء مرورًا بالرمادية وانتهاءً بالأدوار البيضاء. الناصر صلاح الدين أهم أدواره فيلم "الناصر صلاح الدين"، 1963، والذي صنع له قدرًا كبيرًا من القيمة والعظمة الفنية، والمفاجأة أنه رفض الدور عند عرضه عليه، حيث اختاره عز الدين ذو الفقار، إلا أن مظهر ظن أن "الناصر" دور ثانوي في الفيلم، وأن البطل سيكون "ريتشارد"، واعتذر عن الدور، وأعاد الأموال التي حصل عليها فتم الاستعانة برشدي أباظة، إلا أن عز الدين مرض، وتم الاستعانة بيوسف شاهين لإخراج الفيلم أدى إلى طلب من المخرج الجديد الاستعانة به، وتعديل بعض الملاحظات في السيناريو، وعاد مرة أخرى للفيلم الأهم في تاريخه. المخرج والمؤلف مظهر خاض تجربة الإخراج مرتين، في فيلم "نفوس حائرة"، وهو من كتابته وبطولته أيضًا، ولم تظهر فيه أي قدرات تمثيلية وإخراجية له، والحسنة الوحيدة للفيلم هي تقديم ميرفت أمين لأول مرة للجمهور، وأخرج أيضًا فيلم "حبيب غيري"، إلا أن التجربة لم تكن ناجحة بالقدر الكافي، ولم يكررها مرة ثالثة. الفارس مثّل مظهر في أكثر من 150 فيلمًا خلال مسيرته، أشهرها "دعاء الكروان، رد قلبي، القاهرة 30، الأيدي الناعمة، النظارة السوداء"، ومن أهم أعماله التليفزيونية "ضمير أبلة حكمت، ضد التيار، عصر الفرسان"، وقدّم مسرحيتين فقط طوال تاريخه الفني هما "الوطن، التفاحة والجمجمة". لُقب ب"فارس السينما" لإتقانه الشديد دور "الفارس" في أفلام "الناصر صلاح الدين، وإسلاماه، الشيماء"، ويعود ذلك إلى تمكنه من رياضة الفروسية منذ أن كان طالبًا في الكلية الحربية، كما أتقن أدوار فنية متعددة أخرى، مثل "الضابط والباشا والأمير والقائد"، فكانت تركيبة شخصيته تلعب دورا كبيرا في دقة أدائه، وبجانب تلك الأدوار جسد دور "الحبيب" في كثير من أعماله. الجوائز نال مظهر خلال مشواره الفني أكثر من 40 جائزة محلية ودولية، منها جائزة الممثل الأول عن فيلم "الزوجة العذراء"، وجائزة التمثيل عن دوره في فيلمي "الناصر صلاح الدين"، و"الليلة الأخيرة"، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى من الرئيس عبد الناصر عام 1969، كما تم تكريمه في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي. الرحيل توفي الفنان المصري أحمد مظهر الملقب "بفارس السينما العربية" في الثامن من مايو عام 2002، عن عمر يناهز الخامسة والثمانين بعد صراع طويل مع المرض، وترك من الأبناء 4 هم "شهاب ونيفين وإيمان وريهام".