في الوقت الذي يواجه فيه الشعب الفلسطيني بكل صمود وتحدي حرب الإبادة الجماعية التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، لليوم ال222 على التوالي من "طوفان الأقصي" تمر الذكري ال 76 لنكبة فلسطين عام 1948 ، ليجسد الوضع المؤلم للشعب الفلسطيني تحدي شعب قرر ألا يتنازل او ينحني رغم كل ما يتعرض له من إباده جماعية ومجازر وتهجير وجرائم مروعة بحق المدنيين العزل . ووفقاً للموسوعة التفاعلية للقضية الفلسطينية ، ففى يوم 15 مايو عام 1948 وقعت أكبر هزيمة تعرض لها العرب، وهى نكبة فلسطين ،التي بدلت حياة الشعب الفلسطيني ليعيش دائما تحت نيران القصف والحرب الدموية ليصبح كل فلسطيني " شهيد محتمل".
حين تم إجبار أكثر من مليون فلسطينى على الرحيل عن أراضيهم وبلدانهم ووطنهم، بعد طرد غالبيتهم من المناطق التى سيطرت عليها العصابات الصهيونية، إما بالترهيب وإما بقوة السلاح، إذ نزح نحو 280 ألف فلسطينى إلى الضفة الغربية من نهر الأردن، بينما عبر 70 ألف فلسطينى إلى الضفة الشرقية لنهر الأردن، وغادر نحو 190 ألف فلسطينى إلى قطاع غزة، فيما لجأ أكثر من 200 ألف آخرين إلى عدد من البلدان العربية. كما جرت أكبر عملية تطهير عرقى عرفتها البشرية ، وذلك على 4 مراحل، الأولى بدأت فى عام 1947، أى قبل عام من النكبة، حين صدر قرار من الأممالمتحدة بتقسيم فلسطين، فى 29 نوفمبر 1947، لتبدأ العصابات الصهيونية "الهاجاناه" و"الإرجون" فى تنفيذ عمليات إجرامية عشوائية، ضد سكان البلدات والقرى الفلسطينية، بغرض ترويعهم وإجبارهم على مغادرة أراضيهم ومنازلهم .
أما المرحلة الثانية فبدأت 10 مارس 1948، إذ بدأت خطة التطهير التى عُرفت باسم "الخطة د"، أو "الخطة دالت"، حسب التسمية العبرية. وفى شهر مايو 1948 بدأت المرحلة الثالثة من خطة التطهير العرقى للفلسطينيين والاستيلاء على الأراضى العربية ، بعد أيام من إعلان قيام دولة إسرائيلية، وقبل بدء سريان الهدنة الثانية فى 18 يونيو من العام نفسه، تمكنت العصابات الصهيونية وقوات الاحتلال من الاستيلاء على المزيد من البلدات والمدن الفلسطينية.
فيما جاءت المرحلة الرابعة بين أكتوبر 1948 ومطلع سنة 1949، ومع نهاية "حرب 1948"، تبين أن قوات الاحتلال قامت بهدم أكثر من 400 قرية فلسطينية، بعد تفريغها من سكانها، كما بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين الذين أقدمت العصابات الصهيونية على قتلهم، أكثر من 13 ألف شهيد، حتى تمكّن الاحتلال الإسرائيلى من فرض سيطرته على أكثر من 77% من مساحة فلسطين تحت الانتداب البريطانى، بعد تهجير ما يقرب من 90% من سكانها العرب الأصليين، ليبدأ الاحتلال فى تقطيع أوصال البلدات الفلسطينية، واستئصال الطابع العربى عن الجزء الأكبر منها.
بعد انتهاء "نكبة 1948"، والإعلان عن قيام دولة الاحتلال الإسرائيلى، فى 15 مايو، وقعت معظم المناطق الفلسطينية تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلية، باستثناء بعض المناطق التى بقيت محتفظة بهويتها الفلسطينية، إذ أطلق عليها مصطلح الضفة الغربية، وقطاع غزة، والقدسالشرقية، فى إشارة إلى الأماكن المقدّسة بالمدينة، كما كان لتلك النكبة آثارها الاجتماعية على المجتمع الفلسطينى، حيث أدّت إلى تمزيقه وتقطيع أوصاله، وفى عام 1967، سيطرت قوات الاحتلال الإسرائيلى على الضفة الغربية وعلى مدينة القدس، إثر انسحاب القوات الأردنية وعودتها إلى شرق نهر الأردن، كما عملت على تقليص حدودها مع الأردن، وعمل الاحتلال الإسرائيلى على نهب الكثير من ثروات الضفة الغربية، لاسيما الموارد المائية، وباشر عمليات تهويد بمدينة القدس بطريقة مخطّطة وممنهجة.