أرفض تصنيفى تماما.. والممثل هو من يعوِّد جمهوره وليس العكس أحببت نزول «عقدة الخواجة« فى موسم عيد الفطر ولكن الوقت كان بعيدا للغاية فى مصر ليس لدينا إدارة جيدة للممثل.. واستعد مع إيمى لمسلسل «عزمى وأشجان» يمتلك الفنان حسن الرداد وجهة نظر خاصة فيما يقدمه فنيا، فهو يرفض أن يتم تصنيفه لا من قبل الجمهور ولا من المنتجين، ومن أجل ذلك يحاول أن يقدم كل الألوان الفنية سواء كوميديا أو تراجيديا أو أكشن، ويرفض أن يدفن نفسه فى قالب واحد؛ لأنه متأكد أنه لو فعل ذلك فسيأتى الوقت الذى يتعرض فيه للإفلاس الفنى، ولأن لديه موهبة يحاول أن يبرزها ويشكلها كيفما يريد، وفى الحوار التالى يصف الرداد فيلمه الجديد «عقدة الخواجة» أنه مجرد خطوة لتحقيق هدف أعلى وللوصول إلى حلم آخر فى طريق النجومية: • فى البداية ما هو سر حماسك لتقديم فيلم «عقدة الخواجة»؟ الفترة الماضية قدمت أفلاما كوميديا كثيرة وكان الطابع الغالب لها هو الكوميديا البحتة، وفى ذات الوقت كنت أحاول تقديم أنواع تمثيل مختلفة فى الدراما مثلا التى قدمت بها الدراما الاجتماعية والرومانسية، وكان شغلى الشاغل هو صنع توازن بين السينما والتليفزيون بحيث يكون لدى عملان فى العام متنوعين، ولكن لا أنكر أننى ارغب بشدة فى الذهاب لمنطقة جديدة فى السينما بعيدا عن الكوميديا، والتى قدمت بها عدة أفلام كانت ناجحة للغاية وأسعدت الجمهور واكتشفت موهبة بداخلى مهمة، وفى أثناء عملى بالسينما كنت أبحث عن نوع دراما معين أقدم فيه ضحك وفى ذات الوقت يشتمل على بعد أعمق ويكون جد إلى حد كبير ومساحة تمثيل أكبر، ومن هنا خرج إلى النور فيلم «عقدة الخواجة» لأنى أنوى إن شاء الله تقديم فيلم أكشن بعد ذلك. • معنى ذلك أن هذا الفيلم خطوة من أجل شىء آخر تريد الوصول إليه؟ «عقدة الخواجة» أستطيع وصفه أنه شكل جديد وخطوة تمهيدية من أجل خطوة أخرى أعلى فى مشوارى السينمائى، وفى النهاية لا أنكر أن الفيلم مصنف كوميدى، ولكنه كوميديا مختلفة لأنه يحتوى على بعد آخر ولحظات إنسانية وعلاقة الترابط والحب بين الأخ وأخيه، وأبعاد إنسانية أخرى أردت تقديمها فى هذا الفيلم. • بصراحة لماذا فى السينما استمررت مع الكوميديا لفترة طويلة رغم أنك فى الدراما قدمت الميلودراما والتراجيديا؟ هذا العام أعكس المسألة تماما، حيث إننى أستعد لتقديم فيلم أكشن وفى ذات الوقت سأقدم مسلسلا كوميديا مع إيمى سمير غانم فى موسم رمضان المقبل، وأحب أقولك أننى ارفض تماما أن يتم تصنيفى، وخصوصا أن لدى القدرة والموهية التى تؤهلنى لتقديم أشكال فنية مختلفة مع النظر أيضا أن الجمهور أحبك فى شكل معين وتقبلك به، وأنا أحب جدا أن أنوّع فيما أقدمه للجمهور ولأننى لا أرغب فى أن يتعود جمهورى على نمط معين، فهذا يحرق الفنان ويقتل موهبته ويحصره داخل قالب واحد ويأتى عليه وقت لا يستطيع الخروج من هذه البوتقة أبدا؛ لأن الجمهور اعتاده فى شكل ما والمنتجون سيظلون يتعاملون معه فى هذا القالب لأنه مضمون بالنسبة إليهم، ولذلك قدمت فى الدراما ميلورداما من خلال مسلسل «حق ميت» الذى نجح بشدة، وقدمت الرومانسى فى مسلسل «آدم وجميلة»، أما فى السينما فقدمت الكوميديا فى أكثر من عمل ونجحوا أيضا مع الناس، وكل ذلك كان من أجل الحفاظ على التوازن. وأضاف «فى بداياتى السينمائية قدمت أدوارا صارمة ونجحت مع الناس، ولكن فوجئت بعدها أن المنتجين يريدون حصرى فى منطقة معينة وخصوصا التى تؤهلنى لأدوار معينة من الناحية الجسمانية والمواصفات الجسدية بعيدا عن المضمون وبعيدا عن الأدوار التى تقدمنى بشكل جديد ومختلف وتظهر موهبتى وهو ما رفضته طبعا، وهنا تظهر إمكانيات الممثل وقدرته على الوقوف أمام نفسه وقدرته على إظهار موهبته وهذا مهم من أجل مستقبل فنى مزدهر، ولذلك هذا هو توقيتى وهذا هو الوقت الذى يجب أن أصنع فيه جماهيرية وشعبية وقاعدة عريضة من جمهورى، والحمد لله اننى استطعت عمل هذا لحد كبير وربنا يوفقنى فيما سيأتى، وأصف هذه المرحلة من حياتى أننى (أربى جمهور)، ولكن أيضا هذا الجمهور يجب أن أقدم له ما يحبه وفى ذات الوقت أعرض عليه أنماطا مختلفة لموهبتى ليحبنى فى كل الأشكال والقوالب وخصوصا ان لدى المزيد لأقدمه، ومن أجل ذلك يجب أن أطمئن على الثقة بينى وبين جمهورى». • أنت لديك الشجاعة لعمل ذلك عكس كثير من الفنانين ومنهم أسماء معروفة ليس لديهم القدرة على تقديم هذا التنوع.. ودائما ما يحبون اللعب فى المضمون؟ للأسف فى مصر ليس لدينا إدارة جيدة للممثل، ومن هنا شاهدت فنانين حصروا أنفسهم فى نوعية محددة لدرجة أن الجمهور ملّ منهم، وعلى العكس هناك فنانون آخرون قدموا فنونا مختلفة كليا، وأيضا هناك فنانون لا يليق عليهم إلا شكل واحد. أما بالنسبة لى فكان مهما تقديم أشكال جديدة ومختلفة لأن لدى موهبة ولا أحب حصرها فى قالب واحد، ولأنى لا أحب أن يأتى عليّ وقت أجد نفسى فيه مفلسا، ولأنى أحب أن يكون عمرى الفنى طويلا، ولذلك أجد أن فكرة اللعب فى المضمون هى مخاطرة كبيرة وليست مضمونة كما يظن البعض، وهنا أذكر مسلسل «آدم وجميلة» الذى قدمته مع يسرا اللوزى وكان من أوائل المسلسلات المصرية الرومانسية الطويلة، وعندما عرض على الشاشة ونجح فوجئت بسيل من الأدوار الرومانسية التى عرضت عليّ سواء فى مصر أو لبنان أو الخليج، ولكن رفضت لأنى لم أرد أن أنزلق فى هذا ولا أحب أن يطلق عليّ «نجم الرومانسية»، فهذا سيضايقنى جدا ويحجّم من موهبتى، فأنا ممثل وفنان استطيع تقديم كل الألوان والأشكال طالما أن لدى الموهبة. • معنى ذلك أنك ترى بأن الجمهور يحب أن يشاهد الفنان فى أشكال مختلفة وأنه لم يدفع التذكرة كى يشاهده فى نمط واحد كما اعتقد بعض الفنانين؟ الفنان هو من يعوّد الجمهور، ولنا خير مثل مع الفنان العظيم نور الشريف الذى نجح فى كل الأنواع سواء فى الكوميدى أو التراجيدى أو الميلودرامى أو الأكشن، فرغم أنه قدم فيلم «الصرخة» فإننا شاهدناه فى «العار» و«جرى الوحوش» و«ضربة شمس» وبعد ذلك شاهدناه فى «غريب فى بيتي» وكلها أفلام نجحت جدا وعلّمت مع الناس لأنه كان فنانا موهوبا بحق. • فى «عقدة الخواجة» قررت الانفصال عن إيمى سمير غانم وتعاونت مع هنا الزاهد التى ليس لديها رصيد مع الكوميديا من قبل.. فكيف جاء التعاون معها؟ أنا وإيمى ثنائى مهم والناس تحبنا سويا للغاية، وأستعد معها لدخول مسلسل كوميدى فى رمضان المقبل له اسم مبدئى «عزمى وأشجان»، ولكن الدور فى فيلم «عقدة الخواجة» عبارة عن فتاة لطيفة ومجنونة لحد كبير وطيبة وتتمتع بمواصفات معينة، طبعا لو إيمى كانت أدته فكان أداؤها سيكون جميلا، ولكن لا أحب أن يكون كل عمل لى أو لها أن يجمعنا سويا فهذا يضرنا فنيا، وفى ذات مرة كنت شاهدت مسلسلا اشتركت هنا الزاهد فيه وكانت لطيفة جدا فشعرت أنها المناسبة للدور، فضلا عن أنها جديدة ومختلفة والحمد لله قدمت أفضل ما عندها فى الفيلم. • معنى ذلك أنك خشيت من فكرة تعرض الجمهور للملل إذا تعاونت فى هذا الفيلم مع إيمى مع النظر للخلفية التى لا يمكن فصلها أبدا أنكما متزوجان فى الحقيقة؟ لا، على الإطلاق، فالحمد لله الجمهور يحبنى أنا وإيمى سويا وهذا ما نجده فى كثرة متابعة أخبارنا على السوشيال ميديا والإعلام وتلهف الصحافة لمعرفة أخبارنا، ولذلك اعترض على هذه الفكرة، وهنا لا يمكن أبدا أن ننسى الثنائى بين فؤاد المهندس وشويكار اللذين قدما معا أكثر من عمل سينمائى ومسرحى وكان الجمهور يحبهما جدا وأعمالهما نجحت للغاية وكانا ايضا متزوجين فى الواقع. • هذا الموسم يجتمع فيه أكثر من فيلم كوميدى.. فكيف ترى المنافسة بين فيلمك والباقي؟ المنافسة هى ما تجعل الفنان يجتهد، فهى أمر صحى ومهم بل وتخلق تحديا ومزيدا من التركيز والتدقيق فى التفاصيل. • هذا الفيلم مناسب للعيد وخصوصا عيد الفطر مقارنة بموسم منتصف العام.. فكيف ترى الأمر؟ لا أنكر أن مواسم الأعياد هى أحلى المواسم لأن الجمهور يتجه فى المقام الأول للسينما والإيرادات تكون أعلى بكثير عكس باقى المواسم، ولكن فى النهاية كل موسم وله حجم إيراداته، وبالنسبة لعقدة الخواجة حصد مليون جنيه فى أول يومين، وردود الأفعال عليه جيدة فى مصر والخليج، وأنا ما يهمنى فى المقام الأول أنه فيلم يضيف رصيدا لتاريخى الفنى وأن يحبه الجمهور، وأنا بالتأكيد لن أكون سعيدا لو قدمت فيلما ليس جيدا لمجرد الوجود فقط. وفى هذا الفيلم فعلا أردناه أن يعرض فى العيد ولكن استبعدنا التوقيت، فموسم عيد الفطر سيكون بعيدا للغاية. • لماذا فى السينما تحب التعاون مع أحمد السبكى بالذات؟ شركة الإنتاج مريحة والتعاون معهم جيد وهناك تفاهم بيننا، والحاج أحمد يعى طبيعة السوق جيدا وهذا مهم للفنان أن يتعاون مع منتج يعى السوق لأنه سيعرف كيف يتعامل معه وينجح الفنان الذى ينتج له.