قالت مصادر أمنية مصرية إنه يمكن التوصل إلى هدنة مؤقتة في غزة في الوقت المناسب لعيد الفطر، حيث يمثل القطاع ستة أشهر من الحرب الوحشية التي خلفت ما لا يقل عن 33,175 قتيلا. مع وجود وفد من حماس ورئيس وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز في القاهرة، هناك اتفاق "يقترب بقوة مع احتمال أن يتم الإعلان من القاهرة"، وفقا لما قالته المصادر لموقع العربي الجديد. ويوجد وفد إسرائيلي أيضا في العاصمة المصرية، حيث ورد أن رئيس الموساد ديفيد برنياع يشارك في المفاوضات. وإذا حدثت الهدنة، فإنها ستكون الثانية من نوعها في غزة. وتم الاتفاق على وقف مؤقت لإطلاق النار بين الاحتلال وحماس في أواخر نوفمبر من العام الماضي، شهد إطلاق سراح عدد من الرهائن الإسرائيليين والسجناء الفلسطينيين قبل أن تستأنف إسرائيل حربها العشوائية. وقال القيادي البارز في حماس، باسم نعيم، ل«العربي الجديد» إن «التوقعات لا تزال مفتوحة أمام جميع الخيارات»، وإن «حماس تأمل في أن "الفشل الذي أصاب نتنياهو وحكومته على مدار ستة أشهر، فضلا عن الضغوط الداخلية والخارجية، سيدفعنا للذهاب إلى وقف شامل لإطلاق النار وانسحاب جميع القوات من داخل قطاع غزة». وورد أن مسؤولين مصريين نقلوا إلى قيادة حماس "ضرورة اغتنام التحول الأمريكي في السياسة ضد الاحتلال"، والذي تم تضخيمه بمقتل سبعة عمال إغاثة في وقت سابق من هذا الأسبوع، أضاف المصدر. وقال المصدر المصري إن "جميع الأطراف أبدت مرونة في إمكانية إبرام اتفاق جزئي مع هدنة إنسانية مؤقتة لعدة أيام في عيد الفطر، خارج إطار مفاوضات الاتفاق الرئيسي". وفي حين وافق نعيم على أن هناك تحولا في الموقف تجاه الحرب في غزة، قال: "هذا صحيح، لكن التغيير لا يزال ضئيلا جدا لإحداث التغيير المطلوب"، مضيفا أنه على المستوى الرسمي "لا يزال التغيير تكتيكيا وليس استراتيجيا". وبحث عبد الفتاح السيسي، الأحد، الجهود المصرية والقطريةوالأمريكية المشتركة "لإرساء وقف إطلاق النار في قطاع غزة، حيث تم استعراض تطورات الوضع الميداني، فضلا عن ضرورة تكثيف الجهود لتهدئة الأوضاع ووقف التصعيد العسكري". كما شدد السيسي على الحاجة إلى بذل جهود دولية مكثفة لإيصال المساعدات إلى غزة بأكملها، حيث لا يزال الجوع والمجاعة يهددان السكان. وأضاف مصدر مصري آخر أن الإدارة الأمريكية "تتعرض لضغوط للتوصل إلى هدنة إنسانية عاجلة" في غزة بعد ما وصفه ب "تحول نموذجي" في موقف واشنطن تجاه الاحتلال بعد مقتل عمال الإغاثة في المطبخ المركزي العالمي. وتوسطت مصر، إلى جانب قطر والولايات المتحدة، في العديد من محادثات الهدنة بين الاحتلال وحماس منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر. وتشترك مصر أيضا في حدود مع قطاع غزة، وواجهت انتقادات لرفضها فتح معبر رفح الحدودي إلى أجل غير مسمى، الأمر الذي سيسمح بإيصال المزيد من المساعدات. قتل ما لا يقل عن 33,175 شخصا في قطاع غزة حتى يوم الأحد، معظمهم من النساء والأطفال، مع تزايد الضغوط الدولية من أجل وقف دائم لإطلاق النار.