انتخب المنقلب السفيه عبد الفتاح السيسي لولاية ثالثة في منصبه ، بعد عقد من الحكم الاستبدادي، حيث حصل على 89.6 في المائة من الأصوات في مسرحية الانتخابات التي أجريت الأسبوع الماضي . وحسب ما أفاد موقع "ميدل إيست آي" فقد قال رئيس هيئة الانتخابات المصرية حازم بدوي يوم الاثنين: إن "نسبة المشاركة بلغت 66.8 في المئة وهي غير مسبوقة من الناخبين المصريين البالغ عددهم 67 مليون ناخب، بينما صوت أكثر من 39 مليونا للسيسي". وحصل الوصيف حازم عمر، زعيم حزب الشعب الجمهوري، على 4.5 في المئة فقط من الأصوات. وكانت هذه نتيجة غير مفاجئة إلى حد كبير بالنسبة للسيسي، الذي يحكم مصر منذ حوالي عقد من الزمان منذ الانقلاب على الحاكم المنتخب ديمقراطيا محمد مرسي في عام 2013. وقد تم تنفيذ جهود التعبئة الحكومية، التي شملت إلى حد كبير الرشاوى والترهيب، في الفترة التي سبقت التصويت لتأمين دعم واسع النطاق للسيسي، حيث أصبح الإقبال المرتفع على التصويت مقياسا حاسما لشعبية السيسي في غياب أي منافسين مهمين. من المقرر أن يحكم السيسي حتى عام 2030 ، وسط خلفية الظروف الاقتصادية الصعبة والصراع المستمر على حدود البلاد مع غزة. وقد شاب حكم السيسي، منذ أن أصبح رئيسا لأول مرة في عام 2014، حملة شرسة على المعارضة، حيث يوجد حاليا ما يقدر بنحو 65 ألف سجين سياسي محتجزين في السجون المصرية بسبب انتقادهم أو معارضتهم للسيسي، وأصبح التعذيب واسع الانتشار ومنهجيا، في حين اختفى الآلاف قسرا. أولئك الذين ترشحوا ضد السيسي في الانتخابات السابقة، أو أعربوا عن رغبتهم في الترشح، إما تم استبعادهم من التصويت أو سجنهم. وحاولت شخصيتان معارضتان بارزتان الترشح في انتخابات عام 2023، لكن سرعان ما تم تهميشهما من قبل حكومة السيسي. واليوم، يقبع أحدهما، وهو هشام قاسم، في السجن، والآخر هو أحمد الطنطاوي الذي ينتظر المحاكمة. وانسحب الطنطاوي، وهو سياسي يساري مدعوم من معارضة السيسي، من السباق الرئاسي، مشيرا إلى انتهاكات كبيرة ضده وضد أعضاء حملته. ويحاكم الطنطاوي والعشرات من أعضاء حملته بتهمة الاحتيال، وهي تهمة يعتبرها الكثيرون عملا انتقاميا لتحديهم السيسي. ارتفاع التضخم ويكافح المصريون مع ارتفاع الأسعار، حيث يشهد البلد الذي يبلغ عدد سكانه 105 ملايين نسمة، يعيش ثلثهم تقريبا في فقر، أسوأ أزمة مالية في التاريخ الحديث. ويحوم تضخم أسعار الغذاء فوق 45 في المئة، حيث ينتقد بعض الناس الدولة لإعطاء الأولوية للمشاريع الضخمة. منذ عام 2016، أجرى السيسي عددا من الإصلاحات الاقتصادية التي تشمل مشاريع عالية التكلفة فشلت في تحقيق الفوائد الموعودة. وفي الوقت نفسه، تضاعف الدين الوطني ثلاث مرات وفقدت العملة أكثر من نصف قيمتها، تاركة المصريين يكافحون من أجل تغطية نفقاتهم. وقد طغت الحرب في غزة المجاورة على الانتخابات، حيث تشن دولة الاحتلال حملة قصف لا هوادة فيها منذ 7 أكتوبر. وأدى القصف، إلى جانب هجوم بري، إلى نزوح 1.8 مليون شخص عبر القطاع المحاصر، مما أجبر عشرات الآلاف على التوجه نحو الحدود الجنوبية لغزة مع مصر، حيث يواجهون مستقبلا غامضا فيما يتعلق بوجهتهم النهائية. وقال السيسي: إن "مصر سترفض التهجير القسري للفلسطينيين إلى سيناء".