يبدو أن عام 2019 يحمل خيرا كثيرا لمصر، فمع بدايته تولت مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي وجاء اختيار مصر لتنظم بطولة كأس الامم الافريقية.. وهو مايثير التفاؤل، لكن حتي نكون علي قدر هذه الأحداث التي أكرمنا بها ربنا لابد أن نستعد، صحيح أنه تم اختيار مصر لمكانتها وقدرها ومكانتها، لكن لكل منا دور يجب ان يقوم به حتي نحقق بطولة ناحجة تبهر العالم، كل وزارة وكل محافظة وكل مسئول وكل مواطن عليه دور.. لابد أن نتواجد جميعا، وأن نعمل ونتكاتف في ملحمة متكاملة من الجهد والعطاء والعمل الجاد لتظهر مصر بالمظهر العالمي المشرف، باق من الزمن 6 أشهر علينا خلالها ان نستعد جيدا لنبهر العالم بتنظيم مثالي، خاصة أن لدينا الإمكانيات والقدرات لذلك، وأهمها الاصرار والتحدي.. فهي فرصة حقيقية وذهبية لعودة المظهر الحضاري الذي شاهدناه في بطولة عام 2006، والتي نظمتها مصر وكانت من اقوي وأفضل البطولات، علينا ان نستغل هذه الفرصة لعودة الجماهير وظهورها بالمظهر الراقي والمتحضر سلوكا واخلاقا وتعاملا مع ضيوف مصر من اخواتنا واشقائنا وعمقنا وامتدادنا.. فرصة للإعلان عن مصر الجديدة الراقية المتحضرة، مصر القادرة علي استضافة البطولة، التي سيكون لها نتائج كبيرة علينا وعلي بلدنا خلال الفترة القادمة.. ومن حسن الحظ أننا بنينا خلال السنوات الأربع الماضية بنيتنا التحتية المطلوبة ومن أهمها شبكة طرق عالمية يمكن ان تساهم في نقل الفرق والجماهير بين مدن البطولة بسهولة ويسر.. والمطلوب الآن تكاتف كل أجهزة الدولة لنجاح هذا التحدي الجديد، وتخصيص فريق عمل قوي للخروج بهذه البطولة بأحسن صورة للتأكيد علي أن مصر بلد الأمن والأمان والنظام أيضا.. فعلي مستوي المحليات علينا الاستعداد جيدا لتهيئة المناخ العام لاستقبال البطولة، وان نبدأ بتجهيز وتهيئة الطرق الداخلية المؤدية للملاعب والفنادق وتحسين مستوي الاضاءة، ورفع مستوي النظافة بكل الأحياء والشوارع، وتحسين المناطق المحيطة بالملاعب التي ستقام عليها البطولة، ووضع خطة عمل تشارك فيها كل الوزارات لمتابعة مشروعات الرصف والإنارة بشكل فوري وسريع ووضع الحلول لأي مشاكل قد تظهر، بالإضافة إلي تخطيط الطرق ورسمها وتزيينها ووضع الأعلام المصرية والإفريقية بكل مكان وابتكار محاور مرورية بديلة لمنع حدوث تكدس بأي طريق رئيسي ومتابعة تحركات الوفود الأجنبية وتأمينها مع اتحاد الكرة ووزارة الشباب والرياضة والشرطة.. ومتابعة وسائل النقل والتاكسي وإلزامهم بالتعريفة الرسمية للنقل.. وربط جميع الميادين الرئيسية بالملاعب والاستاد، مع تكثيف خطوط المواصلات لتوفير كل وسائل الراحة لضيوف مصر من اللاعبين والفنيين والإداريين والإعلاميين والجماهير وتخصيص أماكن لسيارات النقل العام أمام الملاعب التي تستضيف البطولة لنقل المشجعين لجميع الميادين بالعاصمة.. وإشراك الجمعيات الأهلية ومراكز الشباب والرياضة في تنظيم حملات توعية المواطنين لحثهم علي حسن الضيافة والمعاملة مع ضيوفنا.. خاصة من يقدمون لهم الخدمات وأن يشعر كل مواطن مصري أنه عنوان بلده وعليه مسئولية رسم صورة جيدة عن مصر الحضارة والضيافة والكرم.. فوز مصر بتنظيم البطولة يبعث رسالة للعالم بأن مصر آمنة مستقرة فبطولة أمم أفريقيا هي ثالث أقوي بطولة علي مستوي العالم بعد أمم أوروبا وأمريكا اللاتينية وهو مايستحق منا الكثير من العمل والاجتهاد والاهتمام، فهي خير دعاية للسياحة المصرية علينا سرعة اعداد مجموعات من الشباب وتدريبهم لتعريف الضيوف بأفضل الأماكن السياحية في مصر واعداد برامج سياحية غير مكلفة تناسب عشاق المستطيل الاخضر.. فهؤلاء سوف يعودون إلي بلادهم كسفراء لنا، وهي فرصة أيضا لخلق نوع من المهرجانات الفنية والثقافية التي يجب أن تستغل هذا الحدث وتستغل أنظار العالم المتجهة إلي مصر، نقدم من خلالها فننا العريق الراقي ونقدم فيها رموز مصر الثقافية والفنية للعالم الذي سيشاهد البطولة عبر الفضائيات في كل أنحاء الكرة الأرضية،