كثيرون.. وربما أنا منهم سقطوا فى براثن أكذوبة المدعو أردوغان، لأننا جميعاً كنا نحلم بشخصية إسلامية ايجابية، تقدم النموذج الحقيقي للدين الحنيف الذى كان سببا فى تقدم الامة الاسلامية فى الماضى ... .ولكن هذا الحلم ما لبث أن تحول الى كابوس عند سقوط القناع تلو الآخر عن شخصية أردوغان الحقيقية التى تخفى وراءها دموية أجداده العثمانيين، وعلى رأسهم جده الأكبر محمد الفاتح قاتل والده، وصاحب بحور الدم فى كل مكان من أجل امبرطورية لا تعى معنى كلمة الإسلام وسماحته ولكن عنجهية وغرور الامبراطورية العثمانية التى حلم سيادته وأتباعه من الاخوان المسلمين فى تحقيقها، ومن أجل الوصول اليها لا مانع من العدو على جثث المسلمين المعارضين لأحلامهم، والتنازل عن وطنيتك وأرضك.. وظهر هذا الوجه جليا وواضحا فيما يفعله الآن ضد مصر، بكل ما أوتى من انحطاط سياسي، ورغبات مدمرة فى القضاء على الكيان المصرى، وتركيع القرار السيادي لنا أمام أكذوبة المجد الأردوغانى الشخصي، مرتديا مسوح القديسين الداعين إلى الدولة الدينية. وأخيرا وسقط قناع آخر كان يختفى وراءه أردوغان بعد قيام مجهول بنشر تسجيلين على موقع يوتيوب لاجتماع للأمن القومي جرى خلاله مناقشة نية الحكومة توجيه ضربة لنفسها, تؤدى الى دخولها في حرب مفتوحة ضد سوريا، من خلال عملية سرية ينفذها عملاء سوريون, ويمكن نسبها لداعش, لتبرير اجتياح تركي لسوريا وعالج العميل أردوغان فضيحته بحجب موقع يوتيوب. بل إن الامر تجاوز هذا الى مزيج من الخزى والعار موثق بشهادتين بأن أنقرة هي من رتبت الهجوم بالكيماوي على الغوطة في شهر أغسطس 2013. .. وفى الحقيقة أن أردوغان جنَّ جنونه بعدما شن القضاء والشرطة حملة واسعة ضد شخصيات رسمية فاسدة نهاية العام الماضي 2013، والتى يرى فيها مؤامرة أحاكها له حليفه السابق, الداعية فتح الله جولن، المنقلب ضده. وقد كان رد أردوغان مدعى الليبرالية والتدين طرد آلاف الموظفين المحسوبين علي جولن من وظائفهم وتهاوت أكذوبة رئيس الوزراء التركى بعد سلسلة من الفضائح، والاختلاسات المالية، والتى أكتشفها الشعب التركي موثقة بالصوت والصورة، بل إن انحطاطه السياسى وبراجماتيته وصلت الى حد دعم تنظيم القاعدة في سوريا ماليا على حساب تركيا، إلى درجة استقباله لمصر في القاعدة مرات عديدة، ضاربا بعرض الحائط أن هذا الشخص مطلوب للعدالة الدولية من قبل الأممالمتحدة. وانتقدت الكاتبة الصحفية التركية بانو أوار الحملة الإعلامية التركية الشرسة الموجهة ضد سوريا والمستندة إلى الأكاذيب والمزاعم، لافتة إلى أن الجرائم والمجازر التي تحدث في سوريا يرتكبها عناصر تنظيم القاعدة والمجموعات الإرهابية المسلحة الأخرى التي تدعمها الحكومة التركية والغرب. ورأت الكاتبة التركية في مقال نشره موقع «كونجال ميدان» التركي أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان دخل في مأزق كبير حيث تدفعه دول الغرب لاستهداف سوريا وتتهم حكومته في الوقت ذاته بدعم المجرمين في سوريا عندما يتجاوزون الحدود. وإن دول الغرب حولت تركيا إلى دولة تسبب المشاكل لسورية موضحة أن التفجيرات الإرهابية التي تقع في سوريا عبارة عن عمليات نمطية ينفذها حلف شمال الأطلسي «الناتو» على غرار العمليات التي تم تنفيذها في العراق وأفغانستان وليبيا، فالناتو جند الإرهابيين المجرمين وقدم لهم السلاح لينفذوا عمليات اعتداء محددة على الحدود. واذا كانت قوات الاحتلال الغربية لم تتمكن من التدخل المباشر في سوريا فلقد استخدمت تركيا لتحقيق هذا الهدف، بذريعة تحقيق الديمقراطية فيها. ومؤخرا قامت «سى إن إن» بفضح أكذوبة أردوغان حول مخيمات اللاجئين السوريين وكشفت حقيقة معسكرات التدريب التي فتحتها أمام الإرهابيين الراغبين بالقتال في سوريا والادعاء بأنها «مخيمات لاجئين» فهذه المعسكرات المخيمات ليست إلا محطة يرتاح فيها الإرهابيون من كل بلدان العالم ويتلقون فيها التدريبات والتعليمات قبل أن يعودوا للقتال في سوريا حسب اعتراف أحد الإرهابيين الموثق بالصوت والصورة.. وبذلك نحن أمام دولة باعت سيادتها للناتو وأتباعه مقابل السلطة المبنية على دعم الإرهاب والأصولية المبنى على الخلفية العقائدية لحزب العدالة والتنمية الأصولي المستتر وراء مفهوم الإسلام السياسي وهو في الحقيقة الإسلام الرجعي البعيد تماما عن السياسة وكل هذا يصب فى خدمة الغرب ومصالحه. إننا جميعا خدعنا بالأكاذيب الاعلامية التي ساقتها قنوات أهمها الجزيرة لتقديم أردوغان كبطل مغوار ضد الامبريالية العالمية ويقف بالمرصاد لأمريكا وإسرائيل. ولكن الايام كشفت الكثير من مسرحياته وأشهرها أنه اعلن فى الظاهر أنه ضد حرب العراق ولكن الحقيقة أنه وحزبه كانوا موافقين على استخدام القواعد الامريكية فى تركيا لضرب العراق والرافضين لها هم القوميون وحزب الشعب. وفي مؤتمر دافوس تصادم مع بيريز. وترك المنصة بينما هو شريك في مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي أعلنته وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس»، أما الديمقراطية فهى القناع الأهم فى الاكذوبة الأردوغانية والتى يختفى وراءها مع حكومته التى تتعنى ليل نهار بها رغم أن هذه الحكومة تنتهج تمييزاً ضد مواطنيها من الفئات أخرى التى تشكل أقلية وتحرمهم من الوصول إلى أي منصب فلم يتمكن أي تركي من الفئات الأخرى من الوصول إلى أي منصب خلال السنوات العشر الماضية في ظل حكم رجب طيب أردوغان وحزبه.. أننا أمام مافيا عائلية أردوغانية تشارك فيها عائلته من اولاده وأقاربه مستخدمين فيها كل الحيل والأكاذيب من المتأسلمين رافعين شعارات اسلامية جوفاء.