رئيس جامعة القناة يُؤكد توافر الأطقم الطبية داخل عيادات الكليات خلال الامتحانات (صور)    اعتماد 28 مدرسة بقنا، بعد حصول الإدارة التعليمية بالمحافظة على شهادة الاعتماد بجودة التعليم    البورصة المصرية، تذبذب أداء قطاعات سوق الأوراق المالية بتداولات اليوم    إف چي هيرميس توقع اتفاقية شراكة مع بنك مصر لتوفير خاصية تغذية حسابات العملاء    رئيس الوزراء يتابع تنفيذ المشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية    استشهاد 4 أشخاص في قصف مدفعي إسرائيلي استهدف رفح الفلسطينية    يورو 2024، هالاند وألابا أبرز الغائبين عن كأس أمم أوروبا    كرة سلة - الكشف عن عدد الحضور الجماهيري لنهائي دوري السوبر بين الاتحاد والأهلي    أخبار الأهلي : من هو اللاعب السعودي خالد مسعد الذي سيُشارك الأهلي في مباراة اعتزاله؟    ضبط كيان تعليمى بدون ترخيص للنصب على المواطنين في سوهاج    رئيس الوزراء يستعرض مع مايا مرسي ملفات وأنشطة القومي للمرأة    بعد استدعائه للتحقيق، تفاصيل جديدة حول أزمة حفل مسلم بإحدي المدارس بالمحلة    المتحف القومي للحضارة يحتفل بذكري دخول العائلة المقدسة مصر    شاهيناز عن تعرضها لحادث خطير: ملهوش علاقة بخلع الحجاب (فيديو)    لمواليد برج السرطان.. توقعات الأبراج في شهر يونيو 2024 (التفاصيل)    بعد 5 أسابيع| «السرب» يتصدر شباك التذاكر ب37 مليون جنيه    6 شهداء بقصف للاحتلال على الزوايدة وحي الصبرة في قطاع غزة    ما جزاء من يقابل الإحسان بالإساءة؟.. أمين الفتوى يوضح    طريقة عمل دجاج كنتاكي المقرمشة، أحلى من المطاعم    وكيل «صحة البحيرة» يتفقد أعمال القافلة الطبية العلاجية بقرية بلقطر الشرقية    مصر تواصل تحركاتها لتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة إلى أهالي غزة    اليونيسف: تعطل توزيع المكملات الغذائية بغزة يهدد حياة أكثر من 3 آلاف طفل    أماكن صلاة عيد الأضحى في المحافظات 2024.. الأوقاف تعلن 6 آلاف ساحة    ينطلق السبت المقبل.. قصور الثقافة تعلن عروض المهرجان الختامي لفرق الأقاليم المسرحية    تعرف على سبب فشل زيجات نسرين طافش    وزير الداخلية يستقبل نظيره الكويتي لبحث سبل تعزيز التعاون الأمني بين البلدين (صور)    هل يجوز التضحية في بلد أفريقي لأنها رخيصة هناك؟.. عالم أزهري يجيب    تكبيرات عيد الأضحى مكتوبة.. «الإفتاء» توضح الصيغة الشرعية الصحيحة    تعرف على محظورات الحج وكفارتها كما حددها النبي (فيديو)    اللجنة العامة ل«النواب» توافق على موزانة المجلس للسنة المالية 2024 /2025    ذا هيل: تحالف كوريا الشمالية وروسيا قد يلحق ضررا ببايدن في الانتخابات الرئاسية    رئيس الشعبة بالغرف التجارية: مبيعات الأدوية تتجاوز 65 مليار جنيه خلال 5 أشهر من 2024    البنك التجاري الدولي يتقدم بمستندات زيادة رأسماله ل30.431 مليار جنيه    علاء نبيل يعدد مزايا مشروع تطوير مدربي المنتخبات    خاص رد قاطع من نادي الوكرة على مفاوضات ضم ديانج من الأهلي    «التنظيم والإدارة» يتيح الاستعلام عن نتيجة التظلم للمتقدمين لمسابقة معلم مساعد    توني كروس يصل ل300 انتصار مع الريال بعد التتويج بدوري أبطال أوروبا    مفاجأة.. مدرب ليفربول يحسم مستقبل محمد صلاح    إصابة سائق إثر حادث انقلاب سيارته فى حلوان    محمد الشيبي.. هل يصبح عنوانًا لأزمة الرياضة في مصر؟    تأجيل محاكمة المتهمين بقتل مسن في روض الفرج    تأجيل إعادة إجراءات محاكمة متهمين ب "جماعة حازمون الإرهابية" ل 2 سبتمبر    العمل: 3537 فُرصة عمل جديدة في 48 شركة خاصة تنتظر الشباب    الاحتلال الإسرائيلي يواصل قصفه قرى وبلدات جنوبي لبنان    برلماني أيرلندي ينفعل بسبب سياسة نتنياهو في حرب غزة (فيديو)    مفتي الجمهورية: يجوز للمقيمين في الخارج ذبح الأضحية داخل مصر    وزير المالية: مشكلة الاقتصاد الوطني هي تكلفة التمويل داخل وخارج مصر    توجيه جديد لوزير التعليم العالي بشأن الجامعات التكنولوجية    وزير الإسكان ومحافظ الإسكندرية يتفقدان مشروع إنشاء محور عمر سليمان    تحرير 139 مخالفة للمحلات غير الملتزمة بقرار الغلق لترشيد الكهرباء    حفر 30 بئرًا جوفية وتنفيذ سدَّين لحصاد الأمطار.. تفاصيل لقاء وزير الري سفيرَ تنزانيا بالقاهرة    في زيارة أخوية.. أمير قطر يصل الإمارات    أمناء الحوار الوطني يعلنون دعمهم ومساندتهم الموقف المصري بشأن القضية الفلسطينية    توريد 125 طن قمح لمطحن الطارق بجنوب سيناء    غرفة الرعاية الصحية: القطاع الخاص يشارك في صياغة قانون المنشآت    تحرير أكثر من 300 محضر لمخالفات في الأسواق والمخابز خلال حملات تموينية في بني سويف    لتحسين أداء الطلاب.. ماذا قال وزير التعليم عن الثانوية العامة الجديدة؟    عمرو السولية يكشف طلب علي معلول في لقاء الجونة وما ينتظره من الأهلي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإعلام أحد أهم معايير العولمة وسبل التحكم الثقافى العالمى
فى دراسة للفقيه المستشار الدكتور «خفاجي» عن دور القاضى الإدارى فى بناء الشخصية المصرية «5»

يعتبر موضوع الشخصية المصرية قلب الموضوعات بالغة الأهمية سواء على المستوى الشعبى أو المستوى الرسمى للدولة، الذى توليه القيادة السياسية جل اهتماماتها وجهدها، وعلى رأس أجندة الاهتمام العام للوطن، إيمانا منها بغد أفضل للشباب بما يحقق التنمية والرخاء للشعب، وفى ذات الوقت الذى تتولى فيه مصر قيادة العالم فى حربها ضد الإرهاب والعنف والتطرف بكافة أشكاله وصوره. خاصة وأن مصر تشهد استضافة منتدى وملتقى شباب العالم للعام الثانى بمدينة شرم الشيخ الفترة من 3 إلى 6 نوفمبر 2018 تحت رعاية القائد الرئيس عبدالفتاح السيسي. وفى أحدث بحث علمى للفقيه المستشار الدكتور محمد عبدالوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة عن: «المدخل فى فلسفة وفكر القاضى الإدارى تجاه قواعد بناء الشخصية المصرية وإعدادها. دراسة تحليلية فى ضوء الواقع والمأمول." نشر على الصفحة الرئيسية لموقع نادى قضاة مجلس الدولة.
ونعرض فى الجزء الخامس تحت عنوان « مفهوم الفنون ودورها فى بناء الشخصية ومواجهة التطرف ومكافحة الإرهاب «من هذا البحث الهام على النحو التالى :
أولاً : الإعلام أحد أهم معايير العولمة وسبل التحكم الثقافى العالمى وضمن استراتيجية الأمن القومى وهو دور تغفل عنه كثير من مؤسساتنا الإعلامية :
يقول الدكتور محمد خفاجى حقيقة القول أن وسائل الإعلام لا يمكن تغافلها وأصبحت فى العصر الحديث مصدراً جديداً وبارزاً لقوة الدولة، ويأتى دور الإعلام وأهميته كأحد معايير العولمة وسبل التحكم الثقافى العالمى، بل أضحت ضمن الاستراتيجية العالمية للأمن القومى التى يمكن استعمالها لإقناع الآخرين بتغيير مواقفهم، وهو دور تغفل عنه كثير من مؤسساتنا الإعلامية، فالوسائل الإعلامية والمعلوماتية يجب أن تعمل على نشر المفاهيم والقيم المجتمعية للدولة والترويج لها عبر المعلومات وتغطية الأحداث وهى تؤثر بما تقدمه من برامج وأفلام وأخبار عن الأشخاص والأحداث، حتى أضحت حديثا الصوت المسموع لدى كثير من أفراد المجتمع.
ثانياً: لماذا فقد شباب العالم الثقة فى إعلام المنظمات الحقوقية الغربية؟
يطرح الدكتور محمد خفاجى تساؤلاً مهماً عن أسباب فقدان شباب العالم لإعلام المنظمات الحقوقية الغربية، ويجيب لأن شباب يشعر بأن إعلام المنظمات الحقوقية الغربية يقوم على الأداء الفلكولورى والعطاء الديكورى والإشراف الصورى، وأن حوار ذلك الإعلام لم يعد ضروريا فى الوقت الحاضر بعد أن تسلح الشباب على مستوى العالم بوسائل التكنولوجيا الحديثة التى تكشف زيفا كثيرا من ذلك الإعلام، فأصبح الشباب حائراً بين شعارات بلا مضمون وتعبير ظاهره الحق وباطنه فرض إرادتها على الشئون الداخلية لسيادة الدول، وحقيقة البحث عن نظرية أن لكل شيء ثمن حتى الكلمة فى أى موقع تُستخدم، خاصة أساليب الذكاء الاصطناعى والإبهار، وقد تسبب ذلك كله فى أن الكلمة فقدت مضمونها الفكرى.
ثالثاً : النزاهة العلمية والاستقلال الفكرى شرط للثقافة الإعلامية :
يقول الدكتور محمد خفاجى أنه لا ثقافة بلا إعلام، ولا سياسة بلا إعلام، ولا اقتصاد بلا إعلام، ولا إبداع بلا إعلام، إذن فالإعلام أمر لابد منه، لكن دوره الحقيقى يكمن فى تبسيط أصعب الأمور إلى المجموع بلغة واحدة، ولا يعنى هذا التصفيح أو التفاهة، لكن لابد من خبراء صناعة الإعلام أن يعملوا على أن التبسيط المستنير أصعب من التعقيد الذى لا يستند إلى الضمير، والرأى عندى أن النزاهة العلمية والاستقلال الفكرى شرط للثقافة الإعلامية بل أن الثقافة والإبداع الذى يتوسط القناعات يؤكد أن الإيقاع المنظم هو أرفع أنواع الركائز الإعلامية بعيداً عن صدمات الصدفة.
رابعاً : نظرية الانفجار المعرفى تحتاج إلى إعادة قراءة :
يقول الدكتور محمد خفاجى أن أول مرحلة من مراحل عملية انتشار المعرفة جاءت بعد اختراع الطباعة بالحروف المتحركة فى القرن الخامس عشر الميلادى، وترتب على ذلك إضفاء الطابع الديمقراطى على المعرفة فأضحت فى متناول الجميع وبأقل الأسعار، وفى العصر الحديث تواجه المجتمعات المعاصرة تدفقاً هائلاً فى المعلومات ذات النمو المتكاثر نتيجة للتطورات العلمية والتقنية الحديثة والتخصصات المستحدثة، ومن ثم تحول إنتاج المعلومات إلى صناعة بالمعنى الفنى الدقيق، وتسمى مرحلة انفجار المعرفة التى طفت على سطح الحياة إثر النمو الضخم فى حجم الإنتاج الفكرى وتعدده وتنوعه وتراكمه فضلاً عن اختلاف مصادر المعلومات وتعدد صورها، وقد أثبتت الحياة اليومية فشل الوسائل التقليدية فى ضبط المعلومات والسيطرة عليها أو تحديد وعائها المتراكم كل ساعة بكل كل دقيقة. وربما ينادى البعض بالسيطرة على هذا الانفجار عن طريق اللجوء إلى علوم تنظيم المعرفة البشرية وعلى قمتها علم التصنيف والفهرسة والتحليل وعلم التوثيق.
ويضيف الفقيه الدكتور محمد خفاجى الرأى عندى أن نظرية الانفجار المعرفى تحتاج إلى إعادة قراءة وهو ما لا يخل بالتعددية سواء أكانت تعددية مطلقة أم مقيدة، لأننا نرى أن المساجلات الأكاديمية حول هذه المفاهيم خاصة فى أوروبا مازالت متأثرة بطغيان وهيمنة النظرية الأمريكية فى تعاطى الأداء الإعلامى.
خامساً : الواقع العملى كشف عن صور إعلامية مستترة تسعى إلى تقويض الأمن والاستقرار الاجتماعى وحرص الدولة المصرية عن طريق مؤسساتها الإعلامية
على المتابعة من أهم الوسائل لخلق إعلام قادر على حماية الوطن من الفتن والقضاء على الافكار المتطرفة والإرهابية :
يقول الفقيه الدكتور محمد خفاجى، قد يكشف الواقع العملى أن البعض يتخذ صورة مستترة، تسعى إلى تقويض الأمن والأمان والاستقرار الاجتماعى بها تنفيذا لتوجهات قوى إرهابية أو دول تقنع ببعض أفكارها الداعمة للإرهاب، والرأى عندى أن حرص الدولة المصرية على تأكيد متابعتها المباشرة أو غير المباشرة على الوسائل الإعلامية نتيجة عدم تقدير البعض لظروف المرحلة أو خيانتها للوطن مع جهات أجنبية لا تريد لمصر استقرارا أو لضعف مستوى المهنية الإعلامية, تعد تلك المتابعة من بين أهم الوسائل لخلق إعلام قادر على حماية الوطن من الفتن والقضاء على الافكار المتطرفة والإرهابية وهو الأمر المعمول به فى الدول المتقدمة حينما يتعلق الأمر بمخاطر تحيق بالأمة التى ينتمون إليها.
سادساً: السينما لها دور كبير فى التأثير على المجتمع الدولى، وهوليوود واجهت النازية والاشتراكية والشيوعية من خلال إنتاجها الفني:
يقول الدكتور محمد خفاجى مخطئ من يظن أن السينما ليس لها دور كبير فى مجال تأثير القوة الناعمة على المجتمع الدولى، ونرى دور السينما فى غاية الأهمية الكبرى لبيان وجهة النظر الوطنية لدول العام، ومثال ذلك أنه فى القرن الماضى قامت هوليوود بمواجهة النازية والاشتراكية والشيوعية من خلال إنتاجها الفنى وأخيراً فى مجال الإرهاب والترويج للرأسمالية والفردية، وأدت دوراً جوهريا كأحد العناصر المؤثرة فى الجذب والقوة الناعمة الأمريكية فى صنع السياسات الأمريكية وتشكيلها ومساندة زعمائها السياسيين أمام الرأى العام الأمريكى والعالمى، بل ووصل الأمر إلى حد تجميل صورة الولايات المتحدة الأمريكية فى عيون العالم عن طريق ترسيخ صورتها، وإبرازها كرمز للمثُل وكأنموذج للقيم وكتابلوه للمبادئ، خاصة قيم الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية واحترام الفردية والحرية الشخصية.
ويضيف الدكتور محمد خفاجى بهذه المثابة تمكنت هوليوود بطريقتها فى التأثير من لعب دور أساسى فى صنع السياسات لصالح الأمة الأمريكية وإيجاد الحلول فى أدق الأزمات التى واجهت أمريكا
سابعاً : دور الفن فى بناء الشخصية ومواجهة التطرف ومكافحة الإرهاب
يقول الدكتور محمد خفاجى للفن دور كبير فى بناء الشخصية المصرية، فالفن يساهم فى إعداد المواطن إعدادا جيدا ويملك من أدوت التأثير ما يمنحه القدرة والاستطاعة للاستجابة لقيم الخير والجمال والإبداع، وبعبارة أخرى أكثر عمقاً فإن الفن بصفة عامة يؤدى دوراً تربوياً بليغاً بحسبانه فى الأصل القوى المهذبِة لغرائز الإنسان والمتسامية بها إلى اَفاق رفيعة لعلو النفس ونمو الذوق والإحساس والفضيلة. والفن بأنواعه المتباينة يؤثر فى الناس إيجابا وسلبا بحسب الرسالة التى يريد أن يوصلها للجمهور فيتغير سلوك المشاهدين وتتغير عاداتهم نحو الأفضل أو الأسوأ، ومن النوحى الإيجابية لرسالة الفن أنه يجعل الجمهور قادراً على إدراك المعانى السامية للحياة والقيم الجمالية فى الموجودات فيبتعد عن معانى العنف والتطرف ويقترب من معانى القيم والفضيلة.
ثامناً: للفن قوة تأثير مباشرة لدى الجمهور دون وسيط, وبقدر الموهبة تتسع مساحات التأثير فى نفوس الناس:
يقول الدكتور محمد خفاجى الرأى عندى أن سرعة وقوة تأثير الفن مباشرة لدى جمهور مشاهديه يرجع أساساً إلى أن العلاقة مباشرة بين الفنان وجمهوره دون وسيط وهو ما يعتمد فى المقام الأول على الموهبة، وبقدر الموهبة بقدر مساحات التأثير فى نفوس الناس، لأن فالفن لا يبلغه أى شخص غير أهله من الموهوبين، فهو غير خاضع للمعايير المنطقية وفقا للقوانين العلمية، وهكذا كل عمل آخر يتخذ من الموهبة عماداً وسنداً للوصول إلى نفوس متعامليه، وحينئذ يصبح الفن عملاً قيماً للمجتمع وللدولة معاً، وللدلالة على أن الفن من أهم الوسائل المؤثرة فى بناء الشخصية تجد أن المجتمعات الراقية والدول المتقدمة تقدر قيمة الفن وتفخر بفنانيها وهكذا يجب أن يكون الحال فى أى عمل يعتمد فى الأساس على الموهبة سواء فى مجال الفن أو العلم أو الأدب.
تاسعاً: العمل الفنى أو الإبداعى ليس نسخة من واقع الحياة ولا يخلو من التخيل وهو أساس العمل الإبداعى.
يقول الدكتور خفاجى على أنه إذا كان الدستور قد أوجب بموجب المادة (67) منه قد جعل حرية الإبداع الفنى والأدبى مكفولة، وألزم الدولة بالنهوض بالفنون والآداب، ورعاية المبدعين وحماية إبداعاتهم، وتوفير وسائل التشجيع اللازمة لذلك. إلا أنه على جانب آخر لم يجز
المشرع الدستورى رفع أو تحريك الدعاوى لوقف أو مصادرة الأعمال الفنية والأدبية والفكرية أو ضد مبدعيها إلا عن طريق النيابة العامة، وتضمن نهياً عن توقع عقوبة سالبة للحرية فى الجرائم التى ترتكب بسبب علانية المنتج الفنى أو الأدبى أو الفكرى، أما الجرائم المتعلقة بالتحريض على العنف أو التمييز بين المواطنين أو الطعن فى أعراض الأفراد، فيحدد القانون عقوباتها. وأجاز للمحكمة فى هذه الأحوال إلزام المحكوم عليه بتعويض جزائى للمضرور من الجريمة، إضافة إلى التعويضات الأصلية المستحقة له عما لحقه من أضرار منها، وذلك كله وفقاً للقانون. ولكن لا يعنى ذلك من وجهة نظرنا أن يكون العمل الفنى أو الإبداعى نسخة من واقع الحياة لا يخلو من التخيل وهو أساس العمل الإبداعى. فالفن ليس عملاً تلقينياً أو استنساخياً كما يظن البعض بل هو فى الأصل عمل خلاق يعتمد على الإبداع والابتكار لا التلقين والتكرار يتجاوز معه الفنان حدود الحقيقة بكامل أركانها أو تقليد الطبيعة.
عاشراً : فروع الثقافة الأدب والفنون والمعارف العلمية عليها دور جوهرى فى مواجهة التطرف ومكافحة الإرهاب:
يقول الدكتور محمد خفاجى أن الثقافة بمعناها الواسع وهى تكون فى مضمار الأدب والفنون والمعارف العلمية : والأدب : يتكون من القصة القصيرة والطويلة والشعر الحديث منه والقديم التقليدى والشعبى والزجل والمقالات والبحوث الأدبية والمجلات والفنون : تتكون من الرسم والنحت والموسيقى العالمية والمحلية والأغانى والأناشيد والأوبرا وعروض الفولكلور والسينما والمسرح والإذاعة التليفزيون ومسرح العرائس. والمعارف العلمية: تتكون من الموسوعات العلمية والكتب فى مختلف فروع المعرفة والحاسب الآلى والندوات العلمية والمحاضرات وأفلام السينما والفيديو العلمية.
ويضيف الدكتور محمد خفاجى فى كل أنواع فروع الثقافة سواء ما تعلق منه بالأدب أو الفنون أو المعارف العلمية يجب عليها أن تؤدى دورا إيجابيا فى مواجهة التطرف ومكافحة الإرهاب ولو بشكل غير مباشر، فهى معنية فى جوهرها باختيار المادة التى تزكى فى نفوس المواطنين قيمة عليا من قيم المجتمع، وتعد القيمة كذلك إذا كانت بما تبعثه فى النفس تبلور إحساساً وشعوراً رفيعا لمعنى من المعانى السامية وأخص هذه المعاني: المعانى التى تجسد قيمة العقل وأهمية الإبداع وتلك التى تتعلق بقيم الحق والعدل والشجاعة وأخرى تشرح القيم الإنسانية الرفيعة فى المساواة بين الناس كافة واحترام الآخرين وجوداً ورأياً وحرية وتقبل الآخر بصرف النظر عن جنسه أو دينه أو عنصره، أو أصله الاجتماعى، أو إعاقته، أو أى وجه آخر من وجوه التمييز. وغيرها التى تبرز ما فى الأديان السماوية من قيم الصدق والطهارة والإخلاص والمحبة والإيثار والتسامح والرحمة. والمعانى التى تبلور عظمة البحث العلمى وأهمية التفانى فيه والربط بين أهدافه ومراميه وبين خير الإنسانية وسعادتها ورفاهيتها وخير الوطن وأبنائه ورفاهيتهم وسعادتهم. وكذلك المعانى التى تربط بين الوطنية والوطن وكل أو بعض المعانى السابقة بما يكفل إعلاء الانتماء والولاء لمصر.ولا شك أن كل تلك المعانى هى المعين الحقيقى فى مواجهة أى تطرف أو عنف أو إرهاب.
حادى عشر : الفن يساهم فى إعداد الشخصية الوجدانية والروحية ،والإنسان ليس فى حاجة إلى تعليم الفن وإنما بتذوقه ليعرف الحكمة والاتزان وسلامة تصرفاته:
يقول الدكتور محمد خفاجى والفن على النحو المتقدم يساهم فى اعداد شخصية الإنسان للحياة واحتلال مكانته المرموقة فى المجتمع، ليس فقط من الناحية الفنية وإنما أيضاً من الناحيتين الروحية والعقلية وتحقيق التكامل فى الشخصية الإنسانية فى جميع جوانبها نحو الأخلاق والفضيلة وهما جوهر التربية الوجدانية والروحية، وأن الشخصية لا تصبح ناضجة إلا إذا نمت المفاهيم السليمة للذوق والمعايير الصحيحة للاستمتاع بقيم الاشياء التى تكون محل بصره أو فى ذاته، فالإنسان ليس فى حاجة إلى تعليم الفن وإنما هو بحاجة إلى تذوقه فيعرف من خلالها الحكمة والاتزان وتحقيق السلامة فى تصرفاته التى تقوم على حسن الأخلاق والارتقاء بالجمال.وهو ما يؤكده الفيلسوف سقراط بقوله أن الفن يجب أن يكون لخدمة الأخلاق والجمال ويجب أن يؤدى إلى الخير لا إلى اللذة الحسية، وهذا ما أكده كذلك الفيلسوف افلاطون فى مدينته الفاضلة الجمهورية بقوله أن الموسيقى لها صفة تربوية وتأثير فعال على النفوس إضافة إلى اتصالها بالجمال بحيث تكسب النفس ائتلافا واتزانا من أجل تحقيق الخير والجمال، وكما قال انصار فيثاغورس الفن موضوعا يرتبط بعلاقته بالبناء الإنسانى فهو يخرج من الإنسان فعلا أو نتاجا هدفه تربوى.
ثانى عشر: هناك فرق بين كفالة حرية البحث والإبداع الأدبى والفنى والثقافى وبين استغلال ما تفرزه العقول بعرضه على الجماهير فى سوق العرض العام والخاص:
يقول الدكتور محمد خفاجى الحق أنه يتعين التفرقة بين كفالة حرية البحث والإبداع الأدبى والفنى والثقافى وبين استغلال ما تفرزه العقول وما تتفتق عنه إبداعات النفس البشرية بعرض ذلك على الجماهير فى سوق العرض العام والخاص، فالجانب الأول يمثل حقاً متروكاً لكل فرد فيما بينه وبين نفسه حسبما يمليه عليه معدنه وما يجول بخاطره وما يسوقه إليه ضميره، أما الجانب الثانى فهو الجانب الإجتماعى والمظهر الخارجى لهذا الحق وهو ليس متروكاً للفرد إلا فى الحدود وبالضوابط التى تضعها الدولة نحو تلك الممارسات مستلهمة فى ذلك نبض الجماهير وإيقاع الرأى العام مستمداً من مختلف مصادره. فالمشرع وإن المشرع أطلق حرية الإبداع الفنى فى مجال الفن السينمائى، إلا أنه قيد هذا الإطلاق بحدود حماية الآداب العامة والمحافظة على الأمن والنظام العام ومصالح الدولة العليا، بحيث إذا ماخرج المصنف السينمائى عن أحد هذه الحدود عد خارجاً عن المقومات الأساسية الاقتصادية أوالاجتماعية أو الأخلاقية أو السياسية التى يحميها الدستور والتى تعلو وتسمو دائماً فى مجال الرعاية والحماية على ما تتطلبه الحرية الفردية الخاصة.
ويضيف الدكتور محمد خفاجى لا يمكن إنكار دور المسرح فى مجابهة العنف والتطرف، فالمسرح له جمهوره العريض باعتباره أداة تثقيفية ساحرة وله تأثير على عقول وقلوب المشاهدين، لذا قال عنه البعض" أعطنى مسرحاً جيداً أغير لك العالم". فالمسرح له قدرة على تنوير الناس، وهو يخاطب المثقف والأمى معاً وهو بذلك يخاطب كافة طوائف الشعب وأطيافه من خلال رسالته فى الكوميديا الهادفة.
وغداً نستكمل الجزء السادس والأخير من هذا البحث المتفرد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.