منذ أن كان عمرها 12 عامًا وهى تتعرض للانتهاك الجسدى أولاً لطفولتها ثم لأنوثتها لاحقاً، فقد تعرضت للاغتصاب، وهى فى عمر الزهور، من خلال إجبارها على الزواج فى هذه السن المبكرة من رجل يكبرها بكثير، ولم يكن هذا الرجل مجرد زوج غير سوى عشق انتهاك جسد طفلة باسم الزواج بعد ان قدمتها له أسرتها وكأنها سلعة تم دفع ثمنها، بل كان هذا الزوج تاجر أعراض، كل رأسماله هو جسد زوجته الطفلة، التى أجبرها على معاشرة أكثر من 30 رجلاً يومياً ليقبض هو الثمن، هذا ما روته الناشطة الحقوقية المكسيكية فى مجال الدفاع عن حقوق المرأة كارلا جاسينتو، التى نجحت فى الفرار بنفسها من أسرها واستعبادها بعد سنوات من العبودية الجنسية، لتصبح ناشطة عالمية تجوب معظم دول العالم رافعة نداءات الدفاع عن حقوق المرأة وحمايتها من الاستعباد الجنسى، ولتنجو من مأساتها وتنطلق إلى طريق النجاح بتحقيق هدف سام قد يحمى ملايين النساء فى العالم مع هذا الاستعباد الشيطانى البشع لأجسادهن. وتروى كالا كيف تم اغتصابها عشرات الآلاف من المرات قبل بلوغها سن السادسة عشرة، بعدما تزوجت من رجل تاجر بها وجعل من جسدها مصدر رزق له، فقد كانت فى الثانية عشرة عندما جاء رجل إلى منزل عائلتها وطلب الزواج منها، وقدم الإغراءات المالية والهدايا ليقنع عائلتها الفقيرة بالموافقة على طلبه وبعد أن تزوجها انتقل بها إلى مدينة غوادالاخارا التى تعتبر إحدى كبريات المدن المكسيكية، وهنا بدأت رحلة معاناة كارلا التى دامت 4 سنوات، حيث أجبرت خلالها على معاشرة 30 رجلاً فى اليوم. وفى 2008 هربت من زوجها وقدمت نفسها للسلطات الأمنية المختصة وطالبت بحمايتها وانتشالها من مستنقع الرذيلة، وبالفعل تم إلحاقها عدة سنوات فى مركز لإعادة التأهيل بهدف العلاج من الانتهاكات الجسدية والعاطفية، حتى شفيت واستعادت نفسها، عندها قررت الانطلاق فى العمل الاجتماعى المحلى، ومن ثم الدولى من أجل المرأة كناشطة مدافعة عن حقوق الإنسان عامة والنساء خاصة، وتسافر كارلا التى تبلغ من العمر 24 عامًا فى الوقت الحالى إلى أنحاء مختلفة من العالم لتقديم محاضرات للتوعية ضد العبودية الجنسية، وقالت كارلا فى لقاء لها مع قناة «سى إن إن» الأمريكية بأنها تعمل «جاهدة لتوعية المكسيكيين ضد العبودية الجنسية التى تقع ضحيتها نحو 20000 امرأة فى المكسيك كل عام».