«الفيتو» .. الفضيحة في يوم الجمعة القادم، يطالب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.. مجلس الأمن.. بالاعتراف بدولة فلسطين علي أراضي الرابع من يونيو عام 1967. أخيراً.. ادركت القيادة الفلسطينية الأهمية القصوي للحديث عن دولة تتواجد علي كل الأراضي التي جري احتلالها في ذلك التاريخ بدلا من الحديث عن دولة دون الإشارة إلي حدودها الجغرافية. ومنذ فترة غير قصيرة، تهدد الإدارة الأمريكية باستخدام حق الفيتو وبإجراءات عقابية ضد الفلسطينيين إذا توجهوا إلي مجلس الأمن بطلب الاعتراف بدولتهم! ورغم علم الإدارة الأمريكية بأن لعبة المفاوضات التي يجيد الإسرائيليون ممارستها دون التوصل إلي أي نتائج.. هي لعبة لا جدوي منها ولا معني ولا أساس لها، وانها مجرد وسيلة لإهدار الوقت من أجل إتاحة الفرصة لإسرائيل لتحقيق المزيد من الاستيطان والتهويد.. فإن هذه الإدارة ترفض بإصرار لجوء الفلسطينيين إلي مجلس الأمن. ولا ندري ما جدوي بقاء الأممالمتحدة إذا لم تكن هي الملجأ والملاذ في هذه الأحوال. والسؤال الآن: ماذا يفعل العرب وجامعتهم العربية تجاه هذا الموقف الأمريكي العدائي؟ هل سيتخذون موقف المتفرج أو يكتفون بتوجيه العتاب الرقيق لواشنطن؟ كنت اتصور انه سيعقد اجتماع طارئ للجامعة العربية لتوجيه تحذير مسبق للإدارة الأمريكية بأن استخدام الفيتو يعني اعلان العداء السافر للعرب من جانب واشنطن، ويعني أنها كانت تخدعهم طوال 63 عاماً. كان ينبغي أن يصدرالعرب بيانا للعالم بأن الفيتو الأمريكي سوف يكشف القناع، أكثر من أي وقت مضي، عن وجه أمريكا القبيح المعادي للسلام والأمن والاستقرار في هذه المنطقة، وعن تصميمها علي تخريب كل محاولات إقرار الحق الفلسطيني، ويحملون الولاياتالمتحدة المسئولية عن العواقب الوخيمة لموقفها المخزي. ورغم أن الرئيس الأمريكي أوباما- الذي جاهر بانحيازه الكامل للاحتلال الإسرائيلي منذ فترة طويلة- يعلم أن قرار اعتراف الأممالمتحدة بالدولة الفلسطينية لن تكون له ترجمة علي أرض الواقع، ويعلم أن موافقته علي القرار سوف تنقذ سمعته بعد أن فقد مصداقيته وتراجع عن وعده السابق بأن هذا العام سوف يشهد عضوية فلسطين في الأممالمتحدة.. إلا أنه ترك تقرير مصير ومستقبل المنطقة في أيدي العصابة اليمينية العنصرية المتطرفة والفاشية الحاكمة في إسرائيل!