شرع الله سبحانه وتعالي الزواج لحكم ومقاصد متعددة وجعل لهذا الزواج أركاناً وشروطاً لا يستقيم عقد الزواج إلا بها. إلا أن كثيرا من الناس أخذت في التحايل علي هذه الشروط وابتداع أنواع من عقود الزواج لم يعرفها الإسلام ولم يقل بها أبدا. ومنذ فترة انتشر الزواج العرفي بين طلبة الجامعات. ثم سمعنا عن أنواع أخري مثل زواج الفريند والكاسيت والشفايف وغيرها. ومؤخرا فوجئنا بظهور أنواع جديدة. حذر منها العلماء وأثبتوا فسادها ومخالفتها للإسلام» مثل الزواج الصيفي وزواج المساكنة والخطيفة والزواج السياحي. وهذه الأنواع الخطيرة والفاسدة تنتشر في معظم الدول العربية. وأكدت دراسة فرنسية صادرة من جامعة السوربونأن مصر تتصدر قائمة الدول العربية التي ينتشر فيها ما يعرف بالزواج السياحي. فقد بلغ عدد حالات الزواج السياحي في عام 2007 أربعين ألف حالة. وأثبتت دراسة حديثة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية في مصر أن تراجع دور الأسرة في متابعة الأبناء. وغياب التفاعلات الأسرية من أبرز العوامل المؤدية إلي حدوث مشكلة الزواج العرفي السري بين طلبة الجامعات. وأرجعت الدراسة سبب ذلك إلي انشغال الوالدين في البحث عن فرص عمل .سواء داخل مصر أو بالسفر إلي الخارج. لتحسين المستوي المعيشي نظرا لاختلال الأوضاع الاقتصادية. مما أدي إلي انخفاض الرعاية اللازمة للأبناء ومتابعتهم بالصورة الملائمة. وقد طالبت الدراسة التي أجريت علي 2616 مفردة من طلبة الجامعات المصرية بضرورة توعية الآباء بأهمية تنشئة الأبناء علي الأسس القائمة علي القيم الدينية والأخلاقية. وتعظيم قيم الجماعة. ونبذ القيم الفردية السلبية القائمة علي المصلحة والمنفعة التي برزت في الفترة الزمنية الراهنة. مؤكدة أن التنشئة السليمة من أهم أساليب الوقاية من الانحراف والقضاء علي الأنماط السلوكية السلبية السائدة في مجتمع الشباب. زواج المساكنة أما زواج المساكنة فبدأ ينتشر بشكل كبير في بعض الأوساط الاجتماعية باعتباره زواجاً معاصراً رغم أنه لا يشتمل علي شكل من أشكال الزواج. بل هو تحديد رجل وامرأة يعيشان معا في منزل واحد ولكن خارج إطار الزواج. الخطير في الأمر أن بعض الأعمال الدرامية بدأت في الترويج لهذا النوع من الزواج. مثل مسلسل ¢هبة رِجْل الغراب¢ الذي عرض مؤخرا. وزواج المساكنة ينتشر أيضا في صفوف الطلبة خصوصا المغتربين والمغتربات منهم حيث لا توجد عائلات ولا مرجعيات وحيث يظهر الطلبة من الجنسين للبحث عن مكان للسكن قريب من الجامعات العامة والخاصة. شروط الزواج الدكتورة فايزة خاطر أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر تري أن كل هذه ظواهر يرفضها الدين والشرع الذي حدد ووضع ضوابط للزواج وعقوده لا ينبغي أن نحيد عنها. أضافت أن الإسلام كرم المرأة وحفظ لها عرضها وصانها ولا يجب التعامل معها علي أنها سلعة بهذا الشكل. أما زواج المساكنة فهو ليس زواجاً من الأساس لأنه لا يوجد عقد زواج شرعي ولا شهود ولا ولي ولا أي شكل من أشكال الزواج المعروفة ولكنه اتفاق بين شاب وفتاة علي العيش معا في مسكن واحد والتعامل معاملة الأزواج دون أي التزام قانوني. وهذه مأساة كبري وزنا مقنع. بالإضافة إلي انه يهدر حقوق الزوجة وحقوق الأبناء ثمرة هذا الزواج. غربي لا إسلامي يقول الدكتور سعد حسان- دكتوراه العلوم الاجتماعية-: في الغرب بمجرد بلوغ الفتاة لسن معينة تترك بيت والدها وتذهب لتعيش مع صديقها في منزل واحد ويحدث هذا بعد ضمان حصولهما علي عمل وراتب شهري للإنفاق علي المنزل.. هكذا الحياة في الغربولكن لدينا في مصر هذا لا يصلح لأنه لدينا شرع يحدد كيف تكون العلاقة بين الرجل والمرأة وهناك ضوابط قانونية واخلاقية تحكم هذه العلاقة بالكامل وهي تضمن نجاحها وتمنحها الشرعية وتعطي للأبناء وجوداً قانونياً يضمن لهم كافة الحقوق المشروعة في الدولة. أضاف نحتاج من وسائل الاعلام ان تنشط في بيان مخاطر هذه الانواع من التعايش لأنها فاسدة وتضر بالمجتمع ونموذج غربي لا يصلح تطبيقه لدينا.