نستطيع أن نطلق علي عام 2014 عام الارهاب بامتياز. بعد أن شهد تصاعدا كبيرا للجماعات الارهابية في معظم الدول العربية. وجاء تنظيم داعش الذي يسيطر علي مساحات كبيرة من العراقوسوريا علي رأس هذه التنظيمات الارهابية. وبدأت فكرة التنظيم من رحم القاعدة التي شكلها أبو مصعب الزرقاوي. في عام 2004. والذي شارك في قوات المقاومة ضد القوات التي تقودها الولاياتالمتحدة وحلفائهم العراقيين في أعقاب غزو العراق. في ذاك الوقت تشكل مجلس شوري المجاهدين التي مهدت أكثر لفكرة ¢دولة العراق الإسلامية¢. واتسع تواجدها يومًا بعد يوم في شتي محافظاتالعراق. من الأنبار. ونينوي. وفي محافظة كركوك. وصلاح الدين. وأجزاء من بابل. وديالي. وبغداد. وزعمت أن بعقوبة هي عاصمة الخلافة. وفي يونيو عام 2014. كان تنظيم داعش لديه علي الأقل 40 ألفا من المقاتلين في صفوفه في العراق. بالإضافة إلي الهجمات علي مؤسسات حكومية وعسكرية. حيث أعلن التنظيم مسئوليته عن الهجمات التي أسفرت عن مقتل الآلاف من المدنيين. وفي أغسطس عام 2014. ادعي المرصد السوري لحقوق الإنسان أن التنظيم زادت قوته إلي 50 ألف مقاتل في سوريا. و30 ألف في العراق. وفي مصر وتحديدا في شمال سيناء تشكلت جماعة أنصار بيت المقدس التي تضم عددًا من الإرهابين المتطرفين. وأعلنت وجودها بعد ثورة 30 يونيو من خلال عمليات تفجير ومهاجمة أهداف ومنشآت عسكرية وشرطية. وأعلنت الجماعة مسؤوليتها عن العديد من التفجيرات والاغتيالات التي وقعت بعد 30 يونيو. علي رأسها تفجير مديرية أمن الدقهلية التي أودي بحياة 15 شخصا وإصابة أكثر من 100 آخرين. وغيرت الجماعة اسمها رسميًا إلي ¢ولاية سيناء¢ منذ إعلانها مبايعة تنظيم الدولة الإسلامية. كما أطلقت عليها وقتها. واستوطنت في سيناء مؤخرًا. وأشاعت أنها تحارب إسرائيل بعد سقوط نظام الإخوان لتعلن بوضوح أنها تحارب الجيش المصري وقوات الأمن. وشهدت القاهرة في أواخر شهر يناير 2014 وقوع الحادث الأكثر تأثيرا سواء علي مستوي الأثر التدميري الذي خلفه أو من حيث اختراق الجماعات المتشددة بمخططاتهم الإرهابية للقاهرة. المدينة الأكثر ازدحاما والتي تمثل واجهة الدولة المصرية. حيث مقر الحكم والسلطة. حيث تم استهداف مبني مديرية أمن القاهرة بسيارة محملة بكمية من المتفجرات تجاوز وزنها النصف طن بحسب الأجهزة المسؤولة. وتم تفجير هذه السيارة عن بعد ما أوقع عدد من القتلي والمصابين. وأحدث أضرارا شديدة بمبني مديرية أمن القاهرة ومبني متحف الفن الإسلامي المواجه لها. كما تصدعت مجموعة ليست بالقليلة من البنايات القريبة من مكان الانفجار. وغالبيتها أقيمت قبل أكثر من نصف قرن. وشهدت الأشهر التالية لإعلان خطة خارطة المستقبل وقوع سلسلة من الحوادث الإرهابية استهدفت عدة مبان تابعة للجيش والشرطة في عدد من المحافظات. حيث تم استهداف مبني المخابرات الحربية في مدينة رفح بشمال سيناء في شهر سبتمبر. وتفجير مبني مديرية أمن جنوبسيناء في شهر أكتوبر. وفي أواخر ديسمبر تم تفجير كلا من مبني مديرية أمن الدقهلية ومبني المخابرات الحربية في أنشاص بمحافظة الشرقية. وكان تطورا لافتا خلال عام 2014 استهداف منشآت ومرافق وأفراد الجيش. بعد أن كان الاستهداف فيما سبق قاصرا علي رجال الشرطة فقط. وشهد شهر مارس من عام 2014 حادثين متتابعين. تم خلال الحادث الأول استهداف حافلة مخصصة لنقل أفراد القوات المسلحة. ما أوقع قتيلا وعددا من المصابين. ومن بعده بيومين فقط تم استهداف حاجز أمني تابع للشرطة العسكرية بهجوم بالرصاص أوقع ستة من الجنود قتلي. وخلال عام 2014 برزت جماعة جديدة تطلق علي نفسها جماعة أجناد مصر. تبنت المسئولية عن سلسلة من تفجير العبوات الناسفة في الشوارع والميادين. وكان أبرز هذه الحوادث التفجير الثلاثي المتتابع لعدد من العبوات الناسفة في محيط جامعة القاهرة. ما أسفر عن مصرع وإصابة عدد من ضباط الشرطة ممن كانوا متواجدين في محيط مبني نقطة الشرطة المواجهة للباب الرئيس لجامعة القاهرة. وفي شهر يوليو من العام 2014 تم استهداف حاجز أمني تابع للقوات المسلحة بمنطقة الفرافرة بطريق الواحات البحرية جنوب غرب القاهرة. ما أوقع عشرات القتلي من الضباط والأفراد في واقعة غير مسبوقة. من حيث استهداف كل هذا العدد من العناصر الجيش في هجوم إرهابي. ومن حيث المنطقة التي شهدت الهجوم . وقبيل نهاية العام وقع حادث كرم القواديس في شهر أكتوبر 2014 في شمال سيناء ما أوقع أكثر من ثلاثين قتيلا وعشرات المصابين من جنود الجيش المصري. وفي هذا أعقاب الحادث تقرر إخلاء الشريط الحدودي بين مصر وقطاع غزة. لمسافة 500 متر. بعدما وجهت الأجهزة الأمنية أصابع الاتهام إلي عناصر تقيم في قطاع غزة بالوقوف وراء عمليات تهريب الأسلحة والمتفجرات والأشخاص إلي سيناء . ولا تزال المواجهات مستمرة. وفي ليبيا التي تمثل بعدا مهما للأمن القومي المصري تورط تنظيم أنصار الشريعة في بنغازي في عدد من الهجمات وعمليات الاغتيال في ليبيا. واجهت المملكة العربية السعودية في عام 2014. عدة عمليات إرهابية وطائفية. في ظل الصراعات المتوالية في منطقة الشرق الأوسط. حيث أصبحت المملكة مستهدفة من عدة جهات تسعي لزعزعة أمنها. ونشر الفوضي في ربوعها.