تلقيت رسالة بريدية من الحاج مصطفي سعد أحمد من دار السلام بالقاهرة والذي يعرف نفسه في الخطاب بأنه من محبي الجمعية الشرعية يطالب فيها الدكتور محمد مختار جمعة. وزير الأوقاف. بتصحيح المساوئ في القرار الذي اتخذه بسحب ترخيص الحاصلين علي شهادات معتمدة من معاهد إعداد الدعاة بالجمعية الشرعية بعد أن اجتازوا بنجاح فترة الدراسة لمدة أربع سنوات قام بالتدريس فيها كبار علماء الأزهر والأساتذة بجامعته لنفس المناهج الدراسية بجامعة الأزهر مما يعني انهم "أزهريون" بالدراسة والممارسة حتي وان لم يدخلوا الأزهر وقام الحاج مصطفي سعد بتذكير وزير الأوقاف بأنه كان أحد قيادات الجمعية الشرعية ومن المطلعين علي مناهج الدراسة بمعاهد الدعاة بها والتي كانت وزارة الأوقاف تستخرج تصاريح خطابة لهم بعد الموافقات الأمنية اللازمة إلا أن الوضع الآن انقلب رأساً علي عقب حينما أصدر الوزير الجديد قراره دون التشاور مع قيادات الجمعيات الدعوية وخاصة الجمعية الشرعية وجمعية أنصار السنة المحمدية وغيرهما مما أوجد حالة من الغليان والتوجس من الجمعيات الدعوية تجاه الوزير الجديد الذي استبشروا به خيراً حينما جاء للوزارة إلا انهم الآن يضعون أيديهم علي قلوبهم. أنا شخصيا من خلال صداقتي ومعرفتي بالوزير الدكتور محمد مختار جمعة أعرف انه ليس شخصية تصادمية أو انتقامية وانما إنسان نشط ذو همة عالية سريع الانجاز بالأفعال قبل الأقوال ولهذا فإنني أدعوه إلي مراجعة القرار والتشاور مع قيادات الجمعيات الدعوية التي تعد السند الرئيسي للأوقاف في القيام بمهمة الدعوة علي خير وجه من خلال نشر الوعي الديني وبالتالي فإنه يجب أن يكون هناك تكامل وليس تصادم بين الأوقاف والجمعيات أود أن أذكر صديقي الدكتور محمد مختار جمعة بموقف الدكتور محمود حمدي زقزوق. وزير الأوقاف الأسبق حينما طلب منه نظام مبارك ضم جميع المساجد إلي الأوقاف بما فيها مساجد الجمعيات فما كان من الدكتور زقزوق إلا أن استدعي كل قيادات الجمعيات وكان وقتها الدكتور فؤاد مخيمر رحمه الله رئيسا للجمعية الشرعية. وكان الشيخ صفوت نور الدين رحمه الله رئيساً لجماعة أنصار السنة وغيرهما واتفق الجميع علي التحايل علي ما قرره نظام مبارك بأن يتم ضم مساجد الجمعيات ورقياً ويكون صحن المسجد فقط تابع للأوقاف ويتم الإبقاء علي دعاة الجمعيات واستخراج تراخيص من الأوقاف لهم طالما ليست عليهم أية مآخذ أمنية. ومرت العاصفة بسلام وبقي الاحترام المتبادل بين الأوقاف والجمعيات. وهو ما أخشي أن يتم تآكله الآن في ظل الشحن المكتوم الذي قد يؤدي إلي الانفجار. ووقتها سيخسر الجميع وسيندمون وقت لا ينفع الندم.. فهل يملك الدكتور مختار جمعة شجاعة التراجع ومراجعة النفس والغير من المخلصين من قيادات الجمعيات لنزع فتيل الأزمة قبل الانفجار؟! كلمات باقية: يقول تعالي: "ادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين" آية 125 سورة النحل.