بالأمس القريب كنا نسمع عن الطالب «الدحيح» الذي يأكل الكتب حتي يحظي بالنجاح والتفوق، وقد نجد الكثير أمثاله يجتهدون لاكتشاف جوانب التميز في مجالات الإبداع المختلفة والانخراط في الدورات التدريبية التي تدعم المهارات خاصة التي تتضمن ورش عمل، ولكن ما يحدث الآن في الاستخدام المفرط في وسائل التكنولوجيا عند أطفالنا وطلابنا أصبح أمرا غاية في الخطورة بعد أن أصبحت عقولهم سجينة لهذه التكنولوجيا وفي وقت غاب فيه دور المعلم وهو محور العملية التعليمية سواء في الشرح أو التوجيه بسبب هذه المتغيرات التكنولوجية وحقيقة صار الملايين يواجهون مشاكل كبيرة في تعليم أبنائهم وأطفالهم خصوصا في ظل وجود دراسات أكدت أن اعتماد الأطفال والطلاب علي التكنولوجيا يسبب شللا لعقولهم ويحد من سرعة التفكير الإبداعي ويصيبها «بالاتكالية» نتيجة التعامل مع جهاز أبكم عديم الإحساس يكتفي بسرد المعلومات مباشرة دون أن يقوم الطالب مثلا بأي جهد مثلما أن يمسك بقلم لتحسين خطه وتوسيع خياله وبات واضحا أيضا أن سهولة الوصول للمعلومة الجاهزة عبر «النت» ومن دون التأكد من صحتها يحد من ثقافة الطالب الذي لم يعد يلجأ للكتب التي تغنيه بالكثير من العناوين وصولا إلي العنوان الذي يرغب فيه ولأن الأمر أصبح خطيرا بعد أن باتت التكنولوجيا تتحكم في الطالب وشعرنا بافتقاد روح المبادرة للبحث عن أي معلومة بطرق مختلفة وفهمها بطرق إبداعية بل أصبحنا متلقين من دون عمق وتحليل للمعلومة أو محاولة الخروج ببعض النتائج بات مطلوبا التركيز علي دور الأهل وإفهامهم أن توفير الرفاهية وتوفير الأجهزة التكنولوجية تسببا في نتائج سلبية علي الأسرة.. ونوصي الآباء والأمهات بألا يعطيا التقنيات هامشا من حياة الأبناء وخصوصا الأطفال وتعليمهم مع ضرورة تعزيز التواصل معهم بالصوت والتعبير باللمس لأن تلك الأجهزة لا تملك الدفء والإحساس.. ومطلوب اليقظة لأهمية إفساح هامش للإبداع الفردي في تلقي المعرفة والتفاعل معها إلي جانب إيجاد وسائل أخري للتقييم، إلي جانب الاختبارات التي تعكس الجانب الإبداعي عند الطالب والطفل.. وذلك حتي لا تصبح عقول أبنائنا سجينة التكنولوجيا.