يزداد اهتمام الولاياتالمتحدةالأمريكية بمنطقة آسيا, فلديها مصالح وطنية في بحر الصينالجنوبي لذلك لابد من استمرار التواجد العسكري هناك, كما أكد قائد قيادة القوات الأمريكية لمنطقة الباسيفيك, وحسبما شدد تقرير الاستراتيجيات العسكرية الوطنية الذي أصدرته الحكومة الأمريكية علي فكرة تعزيز علاقاتها العسكرية مع الفلبين وتايلاند وفيتنام وماليزيا واندونيسيا وباكستان وسنغافورة التي ينتمي ست منها إلي رابطة دول جنوب شرقي آسيا. ومع تواصل تعاظم قوة الصين التي تتجه نحو إعلان نفسها كزعيمة للعولمة وقائدة للنظام الاقتصادي العالمي, حسبما أعلنت في مؤتمر دافوس2017 وزيادة نفوذها في منطقة الباسيفيك, أصبحت واحدة من القوي الصاعدة في مختلف المجالات والمرشحة بقوة لان تكون منافسة للولايات المتحدة, الأمر الذي يدركه العالم وتدركه أمريكا ورئيسها دونالد ترامب في ظل حديثه عن أمريكا أولا. ومع ازدياد التفاعل المتبادل بين الصينوالولاياتالمتحدة يشهد الوضع في هذه المنطقة العديد من التغيرات ويحتاج نظام الأمن الإقليمي الذي شكلته الولاياتالمتحدة والنظام الاقتصادي الإقليمي بقيادة الصين إلي التنسيق والتكيف مع بعضهما البعض لذلك أصبح من المهم الحفاظ علي استقرار وسلامة العلاقات بين الصينوالولاياتالمتحدة. ووفقا للتقرير الاقتصادي الذي نشرته قناة سي ان بي سي العربية موضحا حجم التبادل التجاري بين أمريكاوالصين الذي بلغت قيمة الواردات الأمريكية من الصين خلال العام الماضي463 مليار دولار مقابل صادرات116 مليار دولار بعجز تجاري يصل إلي60% من إجمالي العجز التجاري الأمريكي, لذا اتهم ترامب الصين بسرقة أمريكا بسبب سياستها التجارية وقال إنها تتسبب في خسائر الوظائف في القطاع الصناعي لأن40% من خسائر الوظائف مرتبط بالواردات من الصين مما دفع ترامب لاقتراح فرض ضرائب علي الواردات الصينية. وأكد التقرير أن أمريكا تريد زيادة صادراتها إلي الصين لتقليص العجز التجاري وفي المقابل تريد الصين حماية استثماراتها هناك لذلك شهدت العلاقات الأمريكية-الصينية توترات منذ القمة التي جمعت بين ترامب ونظيرة الصيني في ابريل الماضي. وبحسب التقرير فان الخطر الأكبر علي الولاياتالمتحدة يكمن في أن المنظومة الاستخباراتية الصينية قد توغلت في وزارة الدفاع للحصول علي التكنولوجيا العسكرية عبر تجنيد مسئولين رفيعي المستوي ورجال أعمال وسياسيين لمساعدة الصين في توقيع صفقات أكثر خاصة بعد زيادة نفقات الصين علي أجهزة الاستخبارات. وقالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن وزارة الدفاع بنتاجون تنوي زيادة عدد الدوريات الأمريكية في بحر الصينالجنوبي إلي دورتين أو ثلاث دورات شهريا للتأكيد علي حرية الملاحة في مياه تقول الصين أنها تخضع لسيادتها ويمكن لتلك الدوريات نشر طائرات حربية وبوارج أمريكية. وأكدت الصحيفة علي رفض المسئولين الأمريكيين إعطاء أي تفاصيل بشان مكان وزمان إطلاق هذه الدوريات لكهنا ستكون في الأشهر القليلة المقبلة. ونقلت شبكة سي ان أن الإخبارية الأمريكية في بيان عن وزارة الدفاع الصينية معارضتها بقوة التحركات البحرية الأمريكية وإدانتها انتهاك السيادة الصينية بسبب دخول المدمرة الأمريكية ستيثم المزودة بالصواريخ لجزر باراسيل في بحر الصينالجنوبي بشكل مفاجئ للتأكيد علي حرية الملاحة عبر المياه المتنازع عليها وتوجيه رسالة إلي الصين بعدم قبول دعواها بشان السيادة علي الجزيرة. وأضافت أنها بذلك ألحقت ضررا بالسلام والاستقرار الأمر الذي يؤدي إلي إشعال الحرب بين البلدين, ويجب الإشارة هنا إلي حيرة الصين بين مساندة كوريا الشمالية الحليف والشريك التجاري ضد أمريكا أم اتخاذها موقف محايد لتجنب الدخول في حرب اقتصادية معها.