شهد أتيليه القاهرة مساء أمس الثلاثاء لقاءً لمناقشة كتاب "رحلة كامل التلمسانى- السيريالى فى مواجهة الواقعى"، والصادر حديثاً عن دار الثقافة الجديدة. وفى اطار إدارته للنقاش، قال الفنان التشكيلى ومصمم غلاف الكتاب الفنان ياسر عبد القوى: "لا أفكر فى هذا الإصدار ككتاب بحثى بغض النظر عن المجهود البحثى المبذول به ولكنى أرى أنه رواية الحركة الثقافية المصرية من العشرينات حتى الستينات أو بمعنى آخر هى ملحمة الحركة الثقافية المصرية كما رأها السيريالى والمخرج كامل التلمسانى وهذا ما يجعله مميزا عن اى كتاب آخر". ورأى عبد القوى أن مؤلف الكتاب محسن البلاسى تورط شعوريا مع التلمسانى فى كل ما يحكيه، ودلل على ذلك بكتابة لمشهد يكاد يكون روائيا رغم انه واقعى وهو لقاء التلمسانى بتلميذته أنجى افلاطون بعد 25 عاماً. وتابع: "لقد شعرت بدهشة كبيرة بالحالة الروائية الموجودة فيه وخاصة أن الكتاب يحمل بعض الجينات الوراثية لكتاب "السريالية فى مصر" للكاتب والناقد سمير غريب ولكن للكتاب الراهن شخصيته المستقلة كما يقدم كثيرا من المعلومات والمعرفة فضلاً عن إثارته كثيرا من التساؤلات و القضايا المسكوت عنها فى تاريخ الحركة السيريالية". ومن جانبها قالت الدكتورة مى التلمسانى: "إن صدور الكتاب يشكل مغامرة كبيرة، وكنت أحلم بصدور كتاب عن كامل التلمسانى، بل أحلم بتوثيق دور هذه العائلة ومشاركتها فى الحركة الثقافية المصرية منذ الثلاثينات وحتى اليوم. حيث تضم العائلة كامل التلمسانى "1915- 1972"، والذى لم التقيه ولكنى أعرف اسطورته العائلية جيداً، ثم شقيقه المصور حسن التلمسانى ومؤسس شركة أفلام تسجيلية بالمشاركة مع والدى عبد القادر، وكذلك الفنان والمصور طارق التلمسانى ثم أنا ككاتبة. إذن هناك حالة فى هذه العائلة كان المحرك لهذه الحالة هو كامل التلمسانى". وتستطرد: "كنت فى حالة عودة إلى مصر بعد هجرة طويلة والتقيت مؤلف الكتاب فأبدى حماساً كبيراً لتقديم هذا الكتاب وهو ما اسعدنى كثيراً، ولفتت إلى أن الكتاب تضمن وثائق هامة عن المراحل المختلفة من منجز التلمسانى بالتقاطع مع الحركة التقدمية فى مصر بالعشرينات والثلاثينات ثم يستكمل المؤلف بفترة السينما". وتواصل: "يحاول الكتاب أن يجيب عن السبب الذى دفع كامل التلمسانى وهو من طلائع الحركة الفن والحرية والفن المستقل فى مصر لكى ينتقل عام 1943 للعمل السينمائى، وكانت هناك إجابة جاهزة أستمع إليها من عائلتى وهو انه رأى بأن متلقى الفن التشكيلى فى ذلك الوقت يقتصر على البرجوازية المصرية ولكن باعتباره تقدمياً فكر فى العمل بمجال السينما كونها الفن الجماهيرى وبالتالى هذا هو المكان الحقيقى لطموحه وتقديم فى للجميع، إلا أن هذه الإجابة لم تقنع المؤلف بشكل كبير حيث حاول أن يرد على نفس السؤال بأجوبة عديدة أكثر تعقيداً ومرتبطة بالتحولات الخاصة بهذه الفترة فى تاريخ الحركة الثقافية فى مصر." وتستطرد: "كان لدى وجهات نظر أفق بها مع المؤلف وهى أن الكتاب هو عبارة عن دفقة من الخيال والجموح والانبهار ينقلها الكاتب للقارئ. وأرى أن هذه الروح ممتدة ولم تنته ولكنا بداخل مبدعين أحياء". ومن جانبه تحدث مؤلف الكتاب محسن البلاسى عن فكرة هذا الإصدار وقال: "بدأت من فكرة عمل فيلم وثائقى عن السيريالية وبدأت بكامل التلمسانى ثم سمير غريب والذى قام بترشيحى لتقديم كتاب عن كامل التلمسانى بالفعل سعدت بهذا العرض نتيجة أعجابى الشديد تواصلت مع الكاتبة مى التلمسانى". ورأى البلاسي أن كامل التلمسانى يمتلك خصوصية بين افراد الفن والحرية، "نحن لا نستطيع ان نصنفه ككاتب أو فنان تشكيلى او مخرج ولكنه حركة ثقافية بمفرده منذ كان عمره 27 عاما 1937. حيث مثل طفرة فيما يمثل الفن التشكيلى المصرى كما أسس مجموعة الشرقيين الجدد، فضلاً عن مسيرة حياته مليئة بالانعطافات الدرامية والتى كانت وعاءً يستوعب تضفير تطورات الحركة الثقافية المصرية قبل بداية القرن التاسع عشر". أما الشاعر مدحت طه فقال إن ما حدث فى العالم منذ بداية الحرب العالمية الأولى ثم ثورة 1919 ثم ظهور النخبة التى أسست جماعة الفن والحرية كانت بمثابة حالة مقاومة لكل ما يجرى فى العالم. ثم عندما نكتشف حالة كامل التلمسانى وهو ابن مدرسة السعيدية ومعها مدرسة الأبراهيمية هذه مدارس خرجت اجيالا عظيمة. وأشار إلى أن كتابة جماعة الفن والحرية جاءت باللغة الفرنسية لأنهم كانوا ضد الاحتلال الأنجليزى ومن ثم لم يكتبوا بلغة الاحتلال، كما أن هذه الجماعة كانت تمثل محاربة كل التقاليد والقيم والبالية لأن فى كل فترة تاريخية مرت هناك كتل تحارب لا يستهان بها تقاوم كل ما يعبر عن استقلال وحرية افراد.