فى دول العالم المتميز تعليما لا نشعر فيها أبدا بالأفراح والاحتفالات ببداية العام الدراسى، وكذلك التصريحات الرنانة وزيارات المسئولين المصاحبة بوعود تؤكد الحال سينقلب إلى مكانة أفضل ومستوى تعليمى لم نشهده من قبل، ولا نجد أن فعاليات لنهاية العام والامتحانات واللغو الذى يحدث وشكوى صعوبة الامتحانات أو فرحة سهولتها، لأنهم يعرفون جيدا أن التعليم حالة مستمرة طوال العام، وأن المدارس مفتوحة صيفا وشتاء، ويستطيع طلاب الحى أو المدينة الحضور وممارسة جميع الأنشطة فى أى وقت صباحا أو مساء، وأن منظومة التعليم لها أهداف أخرى غير الفصل والمنهج والامتحانات. وما يحدث حاليا وخلال الأيام الماضية من احتفالات ببدء الدراسة ليس له أى صلة بالتعليم والتعلم والبحث العلمى وممارسة الأنشطة واكتساب المهارات والقدرات والتى هى أسس بناء الطالب لخدمة المجتمع وللمستقبل، فلا يعقل أن ينتظم التلاميذ بالمدارس ثم يهربون منها بعد أسبوعين لأنها مدارس غير جاذبة، وتشتعل الدروس الخصوصية كتعليم تلقينى وتدريبى على حل الامتحانات، ولا يمكن أن تنتهى فكرة المدرسة كمؤسسة تعليمية وتربوية بعد أيام من بدء الدراسة لأن فكرة الإنشاء غائبة عن المفاهيم، ومازالت الأزمات المتراكمة منذ سنوات طويلة مستمرة، ووعى المسئولين بالمسئولية الضخمة مجرد كلمات ووعود لا فائدة منها. الأنظمة التعليمية تطبق على أرض الواقع وليست بالأمانى والأحلام والآمال والتصريحات، بل بالعمل والعلم والمعرفة والتكنولوجيا الحديثة، ويجب أن نعى أن المجتمع لكى يتطور يحتاج إلى أجيال من المبدعين والمبتكرين أصحاب الأفكار المؤثرة. [email protected]