أعلنت دول العالم أمس تضامنها الكامل ووقوفها إلى جانب مصر بعد الهجومين الإرهابيين اللذين استهدفا كنيسة طنطا وكنيسةالإسكندرية. ففى نيويورك، أصدر مجلس الأمن الدولى بيانا استثنائيا ابتعد عن مجرد الإدانة للهجمات الإرهابية، ودعا فيه جميع الدول إلى أن تتعاون تعاونا فعالا مع حكومة مصر وجميع السلطات الأخرى ذات الصلة فى هذا الصدد. وجاء فى البيان، الذى أصدرته نيكى هيلى مندوبة الولاياتالمتحدة، والرئيسة الحالية لمجلس الأمن، أن أعضاء مجلس الأمن أكدوا تضامنهم مع مصر حكومة وشعبا بعد الهجومين الإرهابيين، ودعت جميع الدول إلى مكافحة الإرهاب بجميع الوسائل. وأعرب أعضاء مجلس الأمن عن عميق تعاطفهم وتعازيهم لأسر الضحايا ولحكومة مصر، وتمنوا الشفاء العاجل والكامل لجميع المصابين. وأكد أعضاء مجلس الأمن، فى بيانهم، من جديد أن الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره يشكل أحد أخطر التهديدات للسلم والأمن الدوليين، وشددوا على ضرورة تقديم مرتكبى هذه الأعمال الإرهابية المشينة ومنظميها ومموليها ورعاتها إلى العدالة. وأكد أعضاء مجلس الأمن من جديد أن أى أعمال إرهابية تمثل أعمالا إجرامية لا يمكن تبريرها، بغض النظر عن دوافع مرتكبيها أينما يكونوا وأينما ترتكب وأيا كان مرتكبوها. وأكدوا من جديد ضرورة قيام كل الدول بمكافحة الإرهاب بجميع الوسائل، وفقا لميثاق الأممالمتحدة والالتزامات الأخرى بموجب القانون الدولي، بما فى ذلك القانون الدولى لحقوق الإنسان، وقانون اللاجئين الدولى والقانون الإنسانى الدولي، والتهديدات التى يتعرض لها السلم والأمن الدوليان جراء هذه الأعمال الإرهابية. وفى واشنطن، كتب بول ريان رئيس مجلس النواب الأمريكى تغريدة على موقع تويتر قال فيها: «نصلى من أجل ضحايا الهجمات الشنيعة خلال احتفالات أحد السعف فى مصر، لابد من هزيمة داعش». وفى موسكو، كشف مسئول بوزارة الخارجية الروسية عن أن موسكو تتطلع للتعاون مع الولاياتالمتحدة من أجل الحصول على دعم مجلس الأمن الدولى لفرض حظر تجاري-اقتصادى على تنظيم «داعش» الإرهابى. وأعلن دميترى فيوكتيستوف نائب رئيس قسم التحديات والتهديدات الجديدة فى وزارة الخارجية الروسية أنه بإمكان روسياوالولاياتالمتحدة تحضير مشروع قرار مشترك حول فرض حصار تجاري اقتصادى على «داعش». وقال فيوكتيستوف لوكالة «سبوتنيك» أن روسيا تتقدم بمبادرة «فرض حصار تجارى اقتصادى شامل على المناطق التى يسيطر عليها «داعش». وتابع قائلا: «نحن لا نعمل على صياغة مشروع القرار بعد، لكن هذا الأمر ليس صعبا، فى البداية يجب علينا الحصول على دعم الحلفاء الأساسيين، وفى المقام الأول فى مجلس الأمن الدولي». وفى لندن، تعهدت بريطانيا بالعمل مع الحكومة المصرية للتصدى للتهديدات الإرهابية، مؤكدة أنها ستبقى حليفا قويا لمصر ضد الإرهاب والتطرف، وأدانت بشدة الهجويين الإرهابيين الأخيرين. وقال وزير الخارجية البريطانى بوريس جونسون فى بيان: «أشعر بالحزن والجزع إزاء هذه الهجمات فى مصر»، مؤكدا أن لندن تقف إلى جوار القاهرة فى هذا الوقت الصعب. وأكد جونسون: «تستمر بريطانيا فى وقوفها إلى جانب مصر فى مواجهة الإرهاب.. وهذه الاعتداءات تقوّى عزمنا على العمل مع الحكومة المصرية والشعب المصرى للتصدى لهذا التهديد المشترك». كما عبر إدوين صموئيل المتحدث باسم الحكومة البريطانية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا عن تعازى بريطانيا لأهالى ضحايا تفجيرى طنطا والإسكندرية قائلا : «تختلف الطرق والأماكن ولكن الإرهاب واحد سواء فى ستوكهولم أو لندن أو طنطا أو فى بغداد. الإرهاب لا يزرع سوى الأسى والحزن والدمار». وقال مصدر مسئول فى الخارجية البريطانية ل«الأهرام» إن لندن تعتبر القاهرة شريكا أساسيا فى مكافحة التطرف ونمو الجماعات الإرهابية مثل داعش، موضحا أن خطر نمو تلك الجماعات الأصولية المتطرفة والأفكار الإرهابية لم يعد يستثنى أحدا، وأن الهجمات المروعة التى تعرضت لها مصر تحمل بصمات نفس الإيديولوجية التى شنت هجمات لندن والاعتداءات الأخيرة فى السويد وقبل ذلك بلجيكاوفرنسا. وفى باريس، وعد المرشح الوسطى للانتخابات الرئاسية الفرنسية إيمانويل ماكرون بأن «ينهي» فى حالة فوزه «الاتفاقات التى تخدم مصلحة قطر فى فرنسا»، مشيرا إلى أنه سيكون لديه «مطالب كثيرة» إزاء دول خليجية على رأسها قطر من أجل أن تكون هناك شفافية جديدة فيما يتعلق بالدور الذى تؤديه هذه الدول فى التمويل، أو فى الأعمال التى يمكنها القيام بها تجاه المجموعات الإرهابية التى هى عدوتنا. وفى أثينا، أدان الرئيس اليونانى بيريكوبوس بافلوبولوس التفجير الإرهابى قائلا : «أعبر عن حزنى وخالص تعازى وتعازي الشعب اليونانى إلى الرئيس عبد الفتاح السيسى والشعب المصرى الصديق وأهالى الضحايا». وأضاف بافلوبولوس : «أن على أوروبا صاحبة التاريخ والثقافة أن تتحمل مسئولياتها تجاه ما يحدث فى الشرق الأوسط ووضع حد للإرهاب، وقف الحروب فى العالم المتحضر خصوصا أوروبا يجب أن نقف بحزم ضد الإرهاب ومواجهة المجرمين الذين يرتكبون جرائم ضد الإنسانية، وأن اليونان لن تتراجع ولو للحظة واحدة فى مساندة مصر لدحر الإرهاب». وفى برلين، نبهت الخارجية الألمانية إلى ارتفاع خطر الإرهاب على الأجانب، وأوصت بالحذر بوجه عام خلال السفر إلى مصر بما فى ذلك المناطق السياحية المطلة على البحر الأحمر. وفى فيينا، أعلن سباستيان كورتيس وزير الخارجية تعاطفه ومساندته لأسر وأصدقاء ضحايا الهجومين الغادرين، كما أعرب الكاردينال كريستوف شونبرن رئيس أساقفة النمسا عن حزنه الشديد لوقوع هذه الهجمات الإرهابية الدامية فى هذه الأيام المقدسة.